وداعا ليلى بعلبكي... أيقونة التمرّد الأدبي النسائي.. - بسمة نسائية مغربية - كوني جميلة
أصواتهنالسلايدر

وداعا ليلى بعلبكي… أيقونة التمرّد الأدبي النسائي..

بسمة نسائية/ أصواتهن

وسط النكبات رحلت أمس في مهجرها اللندني الكاتبة المتمردة ليلى بعلبكي وهي تجاهر:

‎#أنا_أحيا

ليلى بعلبكي سبقت زمنها، كانت ثائرة على كثير من القيود المجتمعية في ذلك الوقت.

‘لينا’ بطلة روايتها “أنا أحيا” (صدرت في  1958) تختلجها مشاعر الخوف من أن نصبح مثل النساء اللاتي نَراهنَ من حولنا، أن نكون مجرد رقم يضاف إليهن. أن نبتسم مثلهن، كذباً، رغم الأسى والحزن… لا، لا نريد أن نكون منهن..

رحلت ليلى بعلبكي، احدى أشهر الكاتبات العربيات، اللواتي تعرضن لمحاكمة في بيروت بسبب قصة، وهي بعد زواجها في منتصف الستينيات، اختارت الانفكاء والعيش بمنأى عن الأدب وهواجسه وتفكراته، وقلما ظهرت في وسائل الاعلام، كأنها ضجرت سريعاً، ولم تنشر سوى مقالات قليلة تتعلق بقضايا متفرقة…

ولدت ليلى بعلبكي في بيروت، وتعود جذور عائلتها إلى قرية حومين التحتا في منطقة النبطية الجنوبية. والدها هو الشاعر الزجلي، علي الحاج البعلبكي.

بدأت الكتابة في الرابعة عشرة، ثم عملت موظفة في مجلس النواب اللبناني بين 1957 و1959. وفي شتاء 1958، أعلنت مجلة “شعر” صدور روايتها “أنا أحيا”، وورد في الإعلان أن هذه الرواية “سيكون لها أثر بعيد في مستقبل الرواية العربية”، وهي رواية وجودية المضمون تصور اغتراب الانسان عن ذاته، وتمرد المرأة على الرجل. فبطلة بعلبكي تعتقد أنّ بإمكانها “تحرير جسدها بالمتعة وألاعيب العشق وبذل الجسد”، في حين أنّ البطل، بهاء، يبدي، رغم كونه شيوعياً، أفكاراً بالية عن المرأة، وتنتهي الرواية بفشلهما معاً. بطلة متناقضة، تعاني الوحدة والقمع العائلي، تكره والدها وتسخر منه، رجلاً ذكورياً وزوجاً وتاجراً ينتمي الى طبقة الأثرياء الجدد. وتبلغ بها الكراهية حتى لتصفه بـ”الأحمق” وتحتقره. أما الأم فلم توفرها بدورها من بغضائها. إنها في نظرها نموذج عن المرأة التقليدية التي لا تعرف من الحياة إلا طهو الطعام وتربية الأبناء ومشاركة الزوج فراشه عندما يريد هو. امرأة خاضعة لسلطة “الذكر” تشفق عليها وتشمئز منها وتعاندها: “منظر لحم والدتي يثير قرفي منها”.

وقد لقيت هذه الرواية صدى إيجابيًا لدى النقاد، في موسوعة “الكاتبة العربية” (المجلس الأعلى للثقافة في مصر). في تناولها الرواية النسائية اللبنانية، اختارت الناقدة يمنى العيد “أنا أحيا”، كأولى الروايات النسائية الحديثة واصفة إياها بأنها “شكّلت علامة بارزة على تطور الكتابة الروائية العربية في لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى