بسمة نسائية/ أخبار/ مجتمع
ونحن نتابع الهبة التضامنية الرائعة للمغاربة مع ضحايا زلزال الحوز، والتي أدهشت العالم بأسره، استفقنا أمس، على صرخة مدوية لتلميذة من ضحايا الزلزال، نقلتها عبر فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي تحتج فيه على المكان الذي ثم وضعها فيه رفقة تلميذات أخريات من “مكفولي الامة”.
وخلف الفيديو استياء عميقا، لدى كل من شاهده، حيث كشف عن أن ثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل، الذي من المفروض أنها الداخلية والفضاء الذي سيأوي هؤلاء التلاميذ والتلميذات، ويحميهم من وضعية الدمار التي خلفها الزلزال في قراهم ودواويرهم، توجد في حالة مزرية، ولا تصلح بالمرة لإيواء التلميذات، بسبب غياب الحد الأدنى لشروط إقامة مقبولة.
كل ما هناك، حيطان متهالكة ورداءة الأسرة وانعدام الاغطية وسوء حالة المرافق الصحية لذات المؤسسة.
وقالت التلميذة التي كانت لها الجرأة في فضح هذا الواقع:”
بعدما نقلونا فالستيام وداكشي كلو كان غير زواق، أجي تشو فين جابونا…الأفرشة متهالكة، لا وجود لأغطية، خزانة الملابس مكسرة وحوايجنا مرمية في الأرض، شوفوا الفراشات كيف دايرة، الأغطية ما كيناش، شقوق في الحيطان، ماكانش الضو عاد داروه، الما مقطوع فالدوشات…واش هنا غادي ندوزوا عام ديال القراية…؟؟؟
التلميذة ختمت الفيديو بقولة صادمة” كون غير خلونا تما راه بخير…”
ساعات قليلة بعد هذه الصرخة وانتشار هذا الفيديو، الذي وصل صداه على ما يبدو إلى وزارة التربية، فكانت الزيارة غير المرتقبة للوزير شكيب بنموسى إلى عين المكان، للوقوف على حقيقة ما جاء على لسان التلميذة.
وظهر بنموسى في وسائل الإعلام وهو يتجول بين أقسام هذه الداخلية، واعترفت وزارته في بلاغ لها، بالحقيقة التي كشفت عنها التلميذة. وقالت الوزارة أنه على إثر ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول الوضعية المالية لبنية الاستقبال بالقسم الداخلي لثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل، وفى إطار التفاعل السريع مع ما تم نشره، فقد حل وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مساء يوم الأربعاء 20 شتنبر الجاري بعين المكان من أجل زيارة تفقدية لهذا القسم الداخلي، حيث تأكد فعلا أن هذا الجناح بحاجة لإصلاحات، وكانت مناسبة للقاء التلميذات والتلاميذ والاستماع لهم ولانشغالاتهم.
وتقرر حسب البلاغ انه مباشرة عقب هذه الزيارة التفقدية للوزير بنموسى العمل على التخفيف من أعداد التلميذات بما يمكن من تجنب الاكتظاظ بها حيث سيتم التنسيق مع السلطات المعنية بتحويل التلميذات القاطنات بالداخلية والبالع عددهم 230 إلى دار الطالبة ودار السراغنة بمراكش وذلك يومه الجمعة 22 شتنبر الجاري 2023.
كما سيتم استنادا لذات المصدر استبدال شركة المناولة المكلفة بخدمة نظام المطعمة ابتداء من يوم أمس الخميس 21 شتنبر الجاري
وأفاد البلاغ أن الوزارة قررت الشروع في إجراء الإصلاحات اللازمة بداخلية الثانوية المذكورة بصفة استعجالية، ابتداء من اليوم، والتي تهم أساسا أشغال: الصباغة و النجارة و السباكة و تركيب الألواح الزجاجية و المرافق الصحية.
كما تقرر تخصيص خزانات فردية للتلاميذ بصفة فورية، وتعزيز تواجد وتدخل الأطر المكلفة بالدعم الاجتماعي والنفسي بفضاء الداخلية، من أجل مواكبة قاطنيها.
جميل ما جاء في هذا البلاغ والأجمل أن يتم تنفيذه بجدية ومسؤولية وأن يتم تعميه على باقي المؤسسات، وتحية لهذه التلميذة على جرأتها في فضح هذا الوضع الكارثي لهذه المؤسسة الذي ما كان ليعرف لولا صرختها..
ويبقى السؤال الحارق…علاش ما كيدارش هادشي من الأول؟…خصنا فضيحة عاد نتحركوا…؟..
