اخبار بسمةالسلايدرممنوع على النسا

ميمي طق طق وداكشي.. من تكون؟

بسمة نسائية/ ممنوع على النسا

بقلم: الناقد فؤاد زويريق

لم أكن أعرف هذه السيدة لكنني وجدت اسمها يتردد هذه الأيام في منشورات عدة، بحثت عنها فوجدت نفسي غارقا في فيديوهاتها، واحدا تلو الآخر، لم أستسغ في أول الأمر طريقتها في التعبير، وأسلوبها في تقديم محتواها الخيري، بعد الفيديو الأول وجدت نفسي قد طبّعت مع كل ما اعترضت عليه، وتعايشت بسرعة مع أسلوبها، بل شعرت بأنها قريبة مني جدا وكأنها عضو مقرب من العائلة، تلك التي تجدها تشقى كالفراشة في أي فرح  أو قرح أصاب بيتا من بيوتنا، تجدها في العرس حاضرة كما في العزاء  تجري من هنا الى هناك، تقدم خدماتها من القلب وبكل تلقائية وصدق، ما تقوم به  ميمي- وهو اسمها – في هذه الكارثة وهذه المأساة تعدى الخيال، وتعدى المجهود الفردي للإنسان، واقفة بقوة مع أهالي القرى التي أصيبت في الزلزال،  لم تشارك فقط بأموالها ولا بإرسال التبرعات كما فعل جلنا، بل نزلت الى الميدان ووقفت شخصيا على تبرعاتها، والهدايا التي جلبتها، والأكل الذي وفرته للأهالي، فيديوهاتها لوحدها مادة إعلامية خصبة ووافية من قلب الميدان، لم أجدها في أي فيديو آخر، إضفاؤها روح الدعابة والإحتفالية على الأجواء رغم الحزن ميزها، قوة شخصيتها تبرز في المواقف الصعبة رغم عفويتها وتلقائيتها،  التحركات الميدانية التي تقوم بها دون توقف يحسب لها، أفكارها المبتكرة وإصرارها على تطبيقها أبرز كما قلت شخصيتها الصلبة…

في الأخير تساءلت لوحدي لماذا تقبّلت هذه السيدة وتابعت فيديوهاتها، ولم أتقبل باقي الأشخاص الآخرين الذين يدعون بالمؤثرين، رغم أنها أيضا تصور وتنقل لنا بهاتفها ما تقوم به من مساعدات؟  أولا القبول هو هبة وموهبة فطرية لا تكتسب، وهي لديها هذا القبول بخلاف الآخرين،  الأسلوب الذي تقدم به فيديوهاتها هذه الأيام استثنائي وغير معتاد، فكاهتها خفيفة ومستساغة وتعرف كيف تقتنص الابتسامة والضحكة من الآخرين،  تشعر بصدقها ومصداقيتها، أما الآخرون فتشعر بادعائهم وزيفهم، عفوية في كلامها وتعابيرها وانفعالاتها، الآخرون متصنعون…

لباسها، وملامحها، وتواضعها، وتلقائيتها جعلوها متماهية مع الأهالي ومنصهرة مع البيئة المتواجدة فيها، وحتما يشعرون بأنها قريبة منهم وليست غريبة عنهم، فقد شاهدت كيف يتعاملون معها، أما الآخرون فتشعر  بهم من أول لحظة بأنهم غرباء متعالين وكأنهم غزاة، وبأنهم حالة شاذة وسط الأهالي وهم هناك بهواتفهم وكاميراتهم من أجل الشو الإعلامي والبوز  فقط، أثناء متابعتها تخرجك من جو الكآبة والتراجيدية والحزن  وتمنحك الكثير من الطاقة الإيجابية التي تذكرك بشيء اسمه الأمل والتفاؤل،  هي إذا ليست واحدة من هؤلاء استغلت الظروف والكارثة لصالحها خصوصا أنها اعتادت منذ سنوات على زيارة هذه المناطق وتقديم العون والمساعدة لأهاليها، فما تقوم به هذه السيدة ويصفق له الجميع هو ما يجب أن تقوم به كيانات إعلامية ومؤسسات خيرية، ويبقى كل ما ذكرته مجرد شعور عن بعد وإحساس  كونته من خلال ما شاهدت وقرأت وأتمنى من كل قلبي ألا يخيب، فتكفينا الخيبات التي عشناها  ونعيشها في هذا العالم الافتراضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى