كيف يمكن أن نجعل من مدينتنا سلا” سلا اللي بغينا”؟
شعار اللقاء التشاوري للمجلس الجماعي لسلا..

بعد لقاء قصر المؤتمرات أبي رقراق بالولجة سلا، الذي خصصه المجلس الجماعي لسلا لإعداد برنامج عمل الجماعة للفترة الممتدة ما بين 2022-2027 والذي حدد الأعمال التنموية المقرر إنجازها أو المساهمة فيها بتراب الجماعة. جرى يوم أمس الجمعة، أول لقاء تشاوري مع فعاليات المجتمع المدني الفاعلة في قطاعي المرأة والطفل.
“سلا اللي بغينا”كان هو الشعار الذي رفع في ملتقى النادي العلمي لجمعية أبي رقراق، والذي يدخل ضمن برنامج عمل الجماعة 2022- 2027 ، في إطار اللقاءات التشاورية للمنتدى الاجتماعي، وكان محوره ” واقع المرأة والطفولة بجماعة سلا”، تزامنا مع احتفال العالم بالعيد الأممي للمرأة.
بدأ اللقاء بتوطئة قدمتها ذ. أمينة أوشلح عرضت فيها وضعية المرأة بصفة عامة، مشيرة إلى أن برنامج الجماعة من منطلق مبدأ التأكيد على أنه لا يمكن للتنمية سواء وطنيا أو محليا أن تحقق معناها دون أن تكون قادرة على تصحيح اختلالات التوازنات الاقتصادية والتفاوتات الاجتماعية بشكل محسوس وملموس عبر الإدماج الفاعل لكل مكونات المجتمع وفئاته بخاصة منها الأكثر إقصاء، ضعفا، وهشاشة، وفقرا ومنها بالأساس المرأة والأطفال في وضعية اجتماعية صعبة والأشخاص في وضعية إعاقة.
الأستاذة أوشلح استحضرت بالمناسبة، الماضي المجيد لمدينة سلا بعمقها التاريخي والحضاري، بعاداتها وتقاليدها، سلا الأرض المعطاء بمؤهلاتها الطبيعية و البشرية، كيف كانت وكيف أصبحت. تحدثت أيضا عن بعض خصوصية أحياء مدينة سلا القديمة حيث كان التضامن والمساواة بين سكانها، وكيف أصبح حالها اليوم نتيجة عدة عوامل منها الهجرة القروية والكثافة السكانية التي تجاوزت كثافة ساكنة أكبر مدينة بالمغرب الدار البيضاء.
سلا التي همشت وأفرزت ظواهر اجتماعية خطيرة، من تمظهراتها الانحراف والجريمة والبطالة، والهشاشة خاصة في أوساط النساء اللواتي أصبحت نسبة كبيرة منهن هن المعيلات لأسرهن.
فكيف يمكن أن نعيد لمدينة سلا مكانتها، وكيف يمكن تجاوز الاكراهات اليوم المطروحة على طاولة المسؤولين ومدبري الشأن العام المحلي؟
وكيف يمكن أن نجعل من مدينتنا سلا” سلا اللي بغينا”؟
“سلا اللي بغينا” كانت هي المنطلق والمرجع، التي طرحه جميع المتدخلين، من خلال توصيات قدمت من أجل ايجاد جواب على سؤال محوري : ما هي الإمكانيات لنجعل النساء منتجات؟
وكيف يمكن أن نجعل من الطفل كمستهلك ومشروع غير منتج إلى مشروع استثماري مستقبلا.
عديدة هي أيضا مطالب الجمعيات التي قدمت ضمن توصيات سنعود إليها لاحقا، ونكتفي اليوم ببعض النقط التي سجلت كأولويات ومنها:
– تعميم التعليم الأولي وذلك بخلق شراكة بين الجماعة ووزارة التربية والتعليم مع الإشارة أنه تم مؤخرا المصادقة على هذا القانون إلا أنه لازال لم يرى النور بعد.
– تنظيم دورات تكوينية لمحو الأمية الوظيفية على أن تتكلف الجماعة بالمكونين خاصة في مجال الصناعة التقليدية ومهن أخرى تضمن الاستقلالية المادية للمرأة وتعطيها فرصة للمشاركة في التنمية المحلية.
– خلق شراكات مع المؤسسات المعنية بالصناعة التقليدية/ دار الصانع مثلا.
– تهييئ سوق تضامني للنساء داخل المقاطعات التابعة للجماعةمع:
– تسهيل المنافسة للحصول على السلع.
– عدم تفضيل بين أماكن النساء والرجال.
– توفير حجرة لحضانة الأطفال.
– توفير دور الراحة…بالمستلزمات الضرورية.
– توفير الولوجيات في السوق.
كما شدد الجميع على ضرورة تجهيز شوارع المدينة ببيوت الراحة، إذ لا توجد حاليا مراحض عمومية بالمدينة.
أفكار كثيرة طرحت وتوصيات اعتبر بعضها قابلة للتنزيل تتطلب فقط إرادة للتنفيذ، انطلقت من مقولة” إذا أردت أن تطاع اطلب المستطاع”.
هذا ومن المنتظر إعادة صياغة كل هذه التوصيات وتقديم عصارتها للمسؤول عن قيادة هذا البرنامج السيد محمد الكيحل الذي حضر هذا اللقاء.