مهرجان تطوان يحتفي ب8 مارس بعرض”ملكات” و”أناطو”..

تطوان/بسمة نسائية/
سينما/ أصواتهن
والعالم يحتفي باليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، اختارت إدارة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، تخصيص، ضمن فعاليات هذه الدورة، عرضين لفيلمين لمخرجتين مغربيتين، هما: “ملكات” لأسماء بنكيران وأناطو لفاطمة علي بوبكدي.
“ملكات” فيلم نسائي بطعم المغامرة
فيلم “ملكات”، جرى عرضه في حفل الافتتاح، وهو فيلم 100 في المائة نسائي، من إخراج ياسمين بنكيران وبطولة نسرين الراضي ونسرين بنشارة، والطفلة ريحان غاران، وجليلة التلمسي. الفيلم قدمته على خشبة سينما “اسبانيول”، الممثلة نسرين الراضي مرفوقة بالطفلة ريحان غاران والمنتج سعيد حميش.
القصة ترصد رحلة هروب مثيرة لسيدتين وطفلة من واقعهن البئيس، “نسرين الراضي” التي تقرر الهروب من السجن رفقة ابنتها “ريحان غاران”، المهووسة بعالم الجن وملكاته، وتجبر “نسرين بنشارة” التعيسة في حياتها الزوجية، على قيادة شاحنة للهروب من الملاحقات الأمنية، التي تقودها الشرطية جليلة التلمسي.
تستغرق رحلة الهروب مدة طويلة تعبر فيها بطلات الفيلم جبال الأطلس بصخورها الحمراء ووديانها الوعرة، في اتجاه مدينة الداخلة، حيث يتطلعن إلى مستقبل أفضل.
في هذا الفيلم، الذي يعد الأول لمخرجته، واصلت نسرين الراضي تألقها في السينما، في دور المرأة الشرسة الخارجة عن القانون، وهو دور مختلف تماما عن أدوارها السابقة، خصوصا دور الأم العازبة في فيلم “أدم” للمخرجة مريم التوزاني، الذي نالت عنه جوائز دولية كثيرة، ودور الشابة المعاقة في فيلم “أسماك حمراء” للمخرج عبد السلام الكلاعي المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان هذه السنة، وهو الفيلم الذي نالت من خلاله الراضي اشادات كثيرة.
نسرين بنشارة، قدمت هي أيضا، دورها بتميز ملفت، وأبرزت موهبتها وعلو كعبها في التشخيص. حيث تجسد شخصية مركبة، تحمل تحديات كثيرة، وجدت نفسها مكرهة على قيادة شاحنة والتنقل في أماكن كثيرة وصعبة مع التركيز على الجانب النفسي للشخصية الصامتة في أغلب مشاهد الفيلم.
ويشارك في الفيلم إلى جانب بطلاته الرئيسيات، كل من فيلم حميد نيدر وحسن بديدة والصديق مكوار وآخرين.
صورة من أرشيف مهرجان مراكش
“أناطو” فيلم عن الهوية والتعايش
الفيلم الثاني المبرمج في هذه الدورة، هو فيلم “أناطو” للمخرجة فاطمة على بوبكدي.
وحصد الفيلم عدة جوائز نذكر منها، تتويجه بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، والجائزة الكبرى لرئيس الدولة في الدورة الثالثة من المهرجان السينمائي الدولي بدكار “التيرانغا.”
صورة من أرشيف مهرجان الداخلة
ويحكي الفيلم، وهو أول تجربة سينمائية أيضا بالنسبة للمخرجة فاطمة بوبكدي المعروفة بأعمالها التلفزيونية، قصة امرأة شابة مختلطة الأعراق أصلها من جزيرة “سانت لويس”، أمها سنغالية وأبوها فرنسي. نشأت هذه الشابة، في ظل تعايش ثقافتين مما جعلها تؤمن بأن الهوية متعددة وقبول الآخر هو شكل من أشكال تحقيق الذات. رافضة بصفة مبدئية، أي شكل من أشكال الاستغلال وهكذا سعت باستمرار إلى الدفاع المستميت عن كل معاني الحرية والتحرر. مع هذا الفيلم، تفتح فاطمة علي بوبكدي آفاقا جديدة في رحلتها الغنية بالأعمال التي ميزت المشهد المغربي، وتهدف من خلال “أناطو” إلى الانفتاح على قارتنا والكون من خلال قصة بمكونات افريقية لكنها تطرح أسئلة كونية.
القصة منسوجة بحكي سلس ومشوق يعد إحدى سمات الإبداع عند فاطمة بوبكدي التي عهدت بلعب أدوارها لمجموعة من الممثلين من بوركينا فاصو، السنغال، فرنسا والمغرب لأجل إعطاء روح متعددة لفيلم مغربي متجذر في الثقافة والعمق الإفريقيين بكل ألوانه.
جميل أن يحتفي مهرجان تطوان باليوم العالمي للمرأة بإبداعات نسائية سينمائية مغربية، ويبرز بذلك دور الفن والسينما بالخصوص، في خدمة القضايا النسائية، في ظل الحضور المحتشم للأفلام التي تلقي الضوء على معاناة النساء وقضاياهن بشكل عام.