هل كنتم تتوقعون غير ذلك؟
تم الكشف عن لائحة الأفلام التي سيدبج بها مهرجان كان السينمائي دورته السبعين، وهو الموعد الذي تسعى إليه كافة الجنسيات السينمائية دون اعتبار للحدود الجغرافية أو غيرها…غير شرط الإبداع والرؤية الفنية المتجددة…طبعا دورة سبعينية لمهرجان يزداد شبابا وقوة وهدفا لكل العاملين في حقل السينما…كنا ننتظر أن يكون لأفلامنا حضور ولو في قسم صغير من أقسام مهرجان كان السينمائي …لكن الله غالب. .لم يشكل غياب الأفلام المغربية عن هذا المهرجان مفاجأة للمتتبعين للمشهد السينمائي الوطني…لأنها تفتقد لأبسط الشروط…فعندما نصنع أفلاما لا جذور لها. ..لا ثقافيا ولا سياسيا. ..فنحن ننجز أفلاما للنسيان. ..وعندما نتجاهل لحظاتنا السينمائية الحقيقية في مراكش وطنجة وتطوان وخريبكة…ونتعالى على جمهور ونحن نعلم علم اليقين أنه سبب وجودنا على خريطة السينما..فيجب الاعتذار لهذا الجمهور..
لا أحد يستطيع إلزام أي أحد بضرورة إعطاء الأولوية للحظاتنا السينمائية حقها من التوهج والاكتمال رغم أن هاته الأفلام حصلت على منحة الدعم، وبالتالي حضورها في مهرجان وطني هو من باب دعم هذا المهرجان وحق من حقوق الجمهور المغربي الذي يرتاد القاعات السينمائية على قلتها…أقسى ما يمكن أن يظنه الفاعلون في الحقل السينمائي بمختلف مشاربهم هو استغباء هذا الجمهور. بالاختباء وراء عدم اكتمال الأعمال السينمائية، كتبرير عن الغياب إنه عذر أكبر من الزلة .. يساءل عنه الجميع بدون استثناء ومن لا يستطيع تقديم جواب حقيقي عليه أن ينزل من سفينة السينما…لأن السينما مكون حقيقي في هذا الوطن ومن لا يستطيع الدفاع عنها حتما سيفشل عن الدفاع عن القضايا الأخرى للوطن..الحضور في مهرجان “كان” له شروطه الظاهرة والمستترة…وفي مجال الإبداع هناك يستحيل أن لا يلتقطوك. …
نحن في أفلامنا لا نبدع حتى الثمالة..حد الإشباع الفكري…نكتفي بالحضور في “كان” لمشاهدة ما يبدعه الآخرون. .وعند البعض أخد قسط من الشمس رغم أنه لدينا هنا الاكتفاء الذاتي وأكثر. قليل من يسعى للقاعات السينمائية. طبعا نغيب مرة أخرى. ..فهل كنتم تتوقعون غير ذلك؟.
صباح بنداوود