انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

“جبل موسى” إطلالة سينمائية على ورش فكري وفلسفي..

بسمة نسائية/ ثقافة/ سينما

“جبل موسى” سيظل شامخا إلى حين من الدهر

بقلم: محمد بوخزار

صور: محمد بلميلود

رائعة، مرت تلك اللحظات التي وفرها لنا المخرج إدريس المريني، مساء امس الاثنين، لمشاهدة فيلمه الأخير “جبل موسى”. كان الحضور نوعيا، مثل الطيف الثقافي والفني والاعلامي، عدا الشغوفين بالفن السابع. الفيلم، هو الرابع، في مسار المريني، الذي درس الاخراج في المانيا.  يؤكد فيه النهج الفني الذي اختاره منذ ” الشريط الأول” بامو” اقصد استثماره الجيد للإمكانيات التي يمتلكها ويثق من التحكم فيها: الرؤية الإخراجية، التطواف الذكي بالكاميرا، بين الزوايا المضيئة والمعتمة، بحثا عن اللقطات المبرزة لرؤيته. هكذا كان فيلم” عايدة” متعة للبصر والسمع؛ تماما مثل “جبل موسى”، مع فارق في القصد الفني ودلالة المشاهد.

الشريط الجديد، هو بمعنى من المعاني، امتداد للذي قبله، من حيث المرافعة عن قيم التسامح الديني والفكري والتعايش الإنساني بين الثقافات والبشر.

“جبل موسى” والعنوان محمل بالإيحاءات والظلال التاريخية؛ هو اطلالة سينمائية على ورش فكري وفلسفي، مفتوح أمام كل الرياح والتجاذبات والاستقطابات، في الكثير من المجتمعات التواقة الى الخلاص الروحي؛ ساعية بين شعاب العلم والدين.

كل واحد من بطلي الفيلم، يدلي بحججه، ويعبر عن حاجاته الحياتية؛ دونما تسفيه لموقف الاخر؛ ليتجاوزا في نهاية رحلتهما، حواجز الدين والعقيدة.

في هذا الكون، قوة هائلة مهيمنة، توحد الناس في بوتقة؛ مهما تباعدت المسالك بينهم باتجاهها .

بودي أن اختم بشهادة، وأنا لست ناقدا سينمائيا، بخصوص الصديق ادريس، اقصد التنويه بتواضعه الإنساني في الحياة وفي الفن؛ ما يتجلى في اكتمال العمل الفني. يحس المشاهد وكأن الممثلين، يستعدون لامتحان شخصي صعب، وبالتالي فهم ملزمون بالتفوق والحصول على أعلى الدرجات.

كان بإمكان ” المريني” أثناء اشتغاله بالتلفزيون الوطني، أن يراكم الافلام والمسلسلات والسيتكومات؛ لكنه اختار الكيف على الكم من جهة، ومساعدة زملائه بما تيسر له من تكوين في الخارج. ” جبل موسى ” سيظل شامخا إلى حين من الدهر .

أربعة افلام، ربما هي قليلة كحصيلة في تجربة مخرج. لعله يقول: القناعة كنز لا يفنى.

أمام المريني، وقد جرب أدواته الفنية في أربعة محاولات، تقاسمت النجاح؛ ميدان فسيح ليفصح عما يعتمل في مخيلته من مشاريع مقبلة

يستطيع ذلك لأنه يتعاون ويصغي لكل العاملين معه.

يشكو المريني فقط، وفي صمت من قلة الامكانيات للنهوض بالفن السابع؛ لكنه يختلف عن الذين يملأون المشهد جعجعة بدون طحين…

التحية لكل من قاسمه تعب الصعود إلى جبل موسى، والوقوف على قمة الفن.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا