ماجدة اليحياوي: الأمومة خليط من المشاعر المتدفقة والممزوجة بالخوف والحب والمتعة
أجرت الحوار مونيا السعيدي
فنانة مغربية، تميزت برزانتها وصوتها الشجي، وتتمتع بابتسامة رقيقة تزيد محياها جمالا وإشعاعا، وتشبعت بكل ما هو طربي، وعملت كمنشطة تلفزيونية لبرنامج “شذى الألحان” على مدار 10 سنوات. هي ماجدة اليحياوي التي قدمت مختلف أطياف التراث المغربي الأصيل، وصالحت جمهورها مع فن نهل من الزمن الجميل.
بعد أن توقف برنامج “شذى الألحان”، ابتعدت لفترة، فهل جعلك ذلك تنظرين إلى الأمور من زاوية أخرى؟
طبعا، تغيرت العديد من الأمور بداخلي، وتغيرت كذلك رؤيتي للساحة الإعلامية، ولا يمكن أن أخفي أسفي على توقف برنامج “شذى الألحان” خاصة وأنه حقق نسب مشاهدة جيدة بشهادة الجميع. ومازلت أعتبر أن تجربة تقديم برنامج “شذى الألحان” ممتعة ومفيدة سواء على مستوى مساري الفني أو على مستوى ما قدمته للمتلقي، لأن البرنامج كان صلة وصل بين الجمهور والفنانين، وكان للناس داخل المغرب أو خارجه انطباعات جيدة. ويشرفني أنني لعبت آنذاك دوري كما يجب في البرنامج. وللأسف فوجئت مثل غيري بتوقفه، مع أنه لم يسبق لي أن تلقيت أي لوم أو ملاحظة سلبية من الإدارة.
لماذا برأيك توقف البرنامج رغم نجاحه؟
أعتقد أن الصراعات الداخلية هي التي تسببت في توقف البرنامج، لأن شخص معين لم يعجبه أن أقدم ملاحظاتي التي دائما كانت في صالح البرنامج، في حين كنت ومن موقعي، في اتصال مباشر مع المتلقي ولأكون أكثر مصداقية تجاه المشاهدين، كنت أتقدم بملاحظات أعتبرها في صالح العمل ككل، كما أنني رفضت أن أكون مجرد دمية، أو أداة للتنفيذ فقط.
هل عرضت عليك برامج من هذه النوعية؟
حقيقة، عرض علي برنامج مماثل لـ “شذى الألحان”، لكن بشكل مصغر، لأقدمه في الإذاعة، منذ سنة ونصف، ولكنني اعتذرت لالتزاماتي الأسرية، خاصة أن ابنتياي كانتا بحاجة إلى الرعاية أكثر لصغرهما، وربما لو طرحت علي الأمر مستقبلا سأكون مستعدة لتقبله.
هل ستظلين وفية للون الغنائي الذي تقدمينه رغم موجة الأغنية الإيقاعية والسريعة؟
أنا عاشقة للتراث بشكل كبير، ولكن منذ فترة وجدت أن الساحة الفنية اختلط فيها الحابل بالنابل، ولم أعد أعرف معيار النجاح الفني فيها، فبدأت أتساءل إن كنت أسير في الطريق الصحيح؟ وهل اشتغالي على قصائد من التراث فكرة جيدة في الوقت الذي اختلف فيه الذوق الفني وأصبح الإقبال على أغاني سريعة؟ وهل إذا جددت التراث هل سيكون له رواج؟ وهل علي أن أغير جلدتي الفنية؟… ومازلت لم أجد بعد الأجوبة.
رى أن العديد من الفنانين أصبحوا يطرحون السينغل بدل الألبوم. هل الفكرة واردة بالنسبة لك؟
أعتقد أن السينغل يعيد الفنان إلى جمهوره، في الوقت الذي تعتبر تكلفة الألبوم باهظة ونحن نعلم جميعا مشكلة الإنتاج في المغرب، وبرأيي، الفكرة سديدة، لكنني لحد الآن مازلت لم أحسم في عمل فني كنت أشتغل عليه منذ مدة، يتمثل في قطعة من التراث مستمدة من فن ‘المعلمة’ المشهور في مكناس، وبإيقاع خفيف، تحمل عنوان “هاذ الراجل”.
ماذا يمثل لك زوجك سامي؟
زوجي سامي هو رفيق العمر، وأب ابنتاي إيناس وياسمين.. هو سندي في الحياة في مجتمع تغيرت قيمه ومعالمه.
ما هو سر نجاح زواجكما؟
احتلفنا، مؤخرا، بمرور 7 سنوات على زواجنا والحمد لله.. السر يكمن في أننا نكمل بعضنا البعض، ونتقبل اختلافنا بتفاهم، ونعيش بمودة وصبر وتفهم وتكامل.
كيف هو إحساس الأمومة لدى ماجدة؟
الأمومة إحساس جميل لمن يعيش كل تفاصيله وصعب في الوقت نفسه، لأنها مسؤولية كبيرة… هو خليط من المشاعر المتدفقة والممزوجة بالخوف والحب والمتعة. وبمناسبة عيد الأم، أعايد كل الأمهات وأقول لهن بارك الله فيكن، وأحييكن من كل أعماق القلب.
هل لقنت ابنتيك فن الملحون؟ وهل يمكن أن تعترضي توجههما إلى الفن مستقبلا؟
صراحة، لم ألقنهما فن الملحون، لأنهما تحبان اللون الغربي والسريع، ولم تتحدد بعد أذواقهما في هذا السن بشكل دقيق. وأعتقد أنني لن أمانع دخولهما الفن، ولكنني سأواجهما إلى التركيز في دراستهما وسلوك مجالات أخرى غير الفن، نظرا للوضع الذي وصل إليه، حتى أن العديد من الفنانين الكبار هاجروا أو غيبهم النسيان، غير أنني سأشجعهما على دراسة الموسيقى لأنها تنمي قدراتهما وتربيهما وتهذب روحيهما.
ما المهنة التي كنت ستمارسينها لو لم تكوني فنانة؟
بكل صدق، لم أفكر يوما في الأمر، لأنني عشقت الفن الطربي منذ طفولتي، وتتلمذت على أيدي الرواد، لكنني فخورة بمساري الفني، ولم أندم على اختياري، فقط لم أكن أدرك أن معايير الفن ستتغير، ولن يظل الطرب الأصيل متربعا على عرش الفن…أعتقد أنه لو كنت غيرت مساري منذ البداية، لكنت اخترت متابعة دراستي في اللغات الحية، لأنه مجال خصب ويستهويني.
ما هي فلسفتك في الحياة؟
أنا إنسانة بسيطة، أحافظ على عفويتي وبساطتي، لذلك الشهرة لم تغيرني يوما.. الحياة تستحق أن نعيشها ببساطتها وجماليتها في أنها أصلية وغير مصطنعة..
ما هي الكلمات التي تقدمينها لكل نساء”بسمة نسائية”؟
أنوه بكل امرأة تنجح في دورها أو أدوارها، فالمرأة قادرة أن تقوم بأعمالها على أكمل وجه،. ولا أقول ذلك لأنني امرأة، ولكن الجميع يعلم أن المرأة تستطيع أن تبذل مجهودا في أعمال مختلفة وليس في عمل واحد وتتقنها. تحية لكل النساء من هذا المنبر، وأعانكن الله على نجاحاتكن.