انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

كونتراست. مخيلة مشتعلة … إطلالات مغربية عالمية متقاطعة

 

بقلم: د عمر حلي

بسمة نسائية/ ممنوع على النسا

هناك إمكانية للخطية وللأحادية.. كان العالم متعددا بقوة الأشياء. وكنا نتلقى الأشياء بتوازٍ لا مثيل له .. في الحكايا وفي الحياة … في الأشرطة السينمائية وفي الأغاني .. في المسرح وفي التلفزيون .. وفي القراءات …

عالم كان مفتوحا منفتحا أكثر مما نتصوره الآن.

صحيح ان الزمن الحاضر موسوم بالسرعة .. ولكنه مغلق رغم إيحائه بالعكس. وردئ رغم كل الرفاهية الزائفة التي يبدو بها ظاهريا.

كانت الإطلالات المفتوحة تقودك من شريط “دوستي” [الصداقة] وأغنيته الشهيرة وأحداثه التي كنا نتابعها باللغة الهندية [كذا] ، إلى مشاهدة رعاة البقر وهم يقطعون المسافات، ويخرجون المسدسات لأتفه الأسباب، ويشبرون القهوة المهيأة فوق نار هادئة في الخلاء .

ثم في المنزل مذياع يروي الحكايات ويشيع الأغاني الجديدة .. “في قلبي جرح قديم .. يا ناس يا ناس ٱجا ما دواه”… تلك الأغنية التي كان خالي عبد الرحمن يطلقها ويرفع صوت المذياع غير مكترث بمن حوله ولمن يمرون أمام حانوته الصغير..

يمتزج ذلك كله بالإنصات لجيلالة والغيوان وبمشاهدة حلقات مسلسل “الهارب” لوفيجيتيف” و الطبيب ريتشارد كيمبل الذي يراوغ ويراوغ ويفلت باستمرار من قبضة المتهمين. ننتظر الحلقة أسبوعا كاملا،  إذا لم تُفرض علينا نشرة أخبار طويلة أو انقطاع بث تعوضه صورة من شارع الرباط بمدينة ٱسفي بنخلها الباسق. لم أفهم إلى اليوم كيف أن تلك الصورة بالذات هي التي تبث من مدينة يعتبر الجميع أنها تعيش على الهامش.

ثم تلك الأمسية التي لا تنسى. يوم بث التلفزيون أغنية “تكندوت” لمجموعة خارجة المألوف، وصوت عموري وخالته المميزة وأوسمان الشباب.

ثم المنفلوطي … ممزوجا ببؤساء  هيجو .. . وشيء من تلك السلسلات … زومبلا وكيوي  وتان تان وبائعة الخبز ووجه محمود المليجي يطل علينا في شريط “الأرض”.

هكذا كان المخيال سيد العالم .. وبه كنا نتخيل البلدان البعيدة والشعوب الأخرى. تكملها مجلة العربي التي عبرها اكتشفنا المحار واليمن وفنون الملبس وكثيرا من القصص القصيرة ..

وتعلم العديد من الأصدقاء من الجيل اللغات الأجنبية من ذاك التمازج والتماوج اليومي الي كان يسمح بالمرور بسلاسة من “ليت إيت بي” لمجموعة البيتلز، إلى قارئة الفنجان، أو “منين أنا ومنين انتا”.

وكان ذلك كله يتقاطع مع جو مماثل في المدارس. أساتذة مغاربة وأجانب، فرنسيون وأمريكان وسوريون ورومانيون وبلغاريون..كان هناك تدويل مجسد… هكذا كان الزمن متعدد الينابيع …وذاك ما ميز جيلا بأكمله … دون سٕواكٍ ودون مساحيق.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا