انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

أين تسير السينما المغربية؟

خاص/ بسمة نسائية

صور: محمد بلميلود

“حتى لا تموت السينما يجب أن نبحث لها عن كتاب سيناريو لهم تصور للوجود”، كانت هذه هي الجملة التي أجاب بها المخرج مفتكر عن سؤال ” أين تسير السينما المغربية؟”، الذي شكل محور الندوة التي نظمتها الجمعية المغربية لنقاد السينما ضمن فعاليات الدورة 21 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

المتدخلون في هذه الندوة، التي حظيت باهتمام ومتابعة واسعة، ركزوا على إشكالية الإبداع،  وأهمية السيناريو في العملية السينمائية، وتفادوا الخوض في النقاشات المادية والدعم وغيرها من المواضيع التي تطرح عادة في مثل هذه اللقاءات.

انطلقت الندوة بمداخلة حمادي كيوم الذي استحضر بداية ظروف تأسيس جمعية النقاد التي تحتفي هذه السنة بذكراها ال25 ، وقال تعليقا على سؤال الندوة الذي اعتبره جدي وعميق، إن السينما تسير إلى موتها…

الآراء تباينت، بين من يرى أن مشكل السينما المغربية نابع من عدم القدرة على الإبداع و التنوع في الأفكار والسقوط بالتالي في النمطية، حيث نجد نفس الأفكار تطرح  بصيغ مختلفة.. وبين من يربط الإشكال بالبنية التحتية وبالمحيط العام وبالإبداع عامة وبين من يرى أن كل هذه الإشكالية هي رهينة بالاستبطان الفكري والذهني للكاتب و بحرية الفكر والإبداع أساسا.

كثيرة هي الأفكار التي طرحت في هذه المائدة المستديرة، التي اعتبرت من أقوى لحظات هذا العرس السينمائي الوطني، الذي انطلق يوم الجمعة 28 فبراير وسيمتد إلى 7 من مارس الجاري.

كيف نبدع ومن أين يبدأ الإبداع وما هي أدوات الإبداع السينمائي ؟

الإبداع يبدأ بسيناريو جيد، هذا ما يعتقده  البعض، لكن المشكل الأساسي، يبقى على مستوى كتابة السيناريو ويتمثل خصوصا في السقوط في فخ النمطية، هذه هو رأي المخرج سعد الشرايبي، الذي قال: “تعرض على المخرجين أحيانا سيناريوهات تفتقد للإبداع والتنوع، وتكون بمثابة نسخة لما أنتج من قبل سواء من حيث الأفكار أو الشكل، وأيضا على مستوى القصة والشخصيات، وبالتالي تكون غير مقنعة. واعتبر الشرايبي، أن هذه النمطية تفقد جوهر الإبداع لأنها تعاني من السطحية وتفتقر إلى العمق والمهنية والتناسق.

إذن، المطلوب حسب المشاركون في هذا اللقاء، هو سيناريو جيد بمعايير وقواعد مهنية، من بينها الكتابة وإعادة الكتابة، والتي يجب، حسب الطرح الذي دافعت عنه المخرجة الشابة أسماء المدير، أن تتم في إطار ورشات وعمل جماعي ومع متخصصين في كتابة السيناريو، كتابة، فهذه القواعد الصارمة ضرورية لكتابة السيناريو رغم تمرد بعض السينمائيين عليها لأنهم يعتبرونها مقيدة للإبداع.

الفيلم الجيد هو الذي ينجح في نقل أحاسيس عميقة قوية قادرة تنتزع المشاهد من رتابة اليومي وتجعله يفكر..

المشاركون أجمعوا على ضرورة البحث  والتفكير والمناقشة خلال مراحل إنجاز الفيلم سواء تعلق الأمر بالسيناريو أو الإخراج أو أي عنصر من عناصر العملية الإبداعية من أجل تقديم عمل في مستوى جيد يلقى صدى لدى المشاهد، ويتم ذلك من خلال تحويل المشاعر والأفكار إلى أفعال وأحداث يمكن مشاهدتها في قالب فني بأسلوب متميز.

وبهذه المناسبة، دعا السينمائيون المغاربة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للسيناريو ليتميز بروح إبداعية، موضحين أن المغرب كغيره من الدول لا يفتقر إلى الموهوبين في هذا المجال، بل هناك نقص على مستوى كتاب السيناريو القادرين على ترجمة فلسفة ورؤية المخرج للفيلم، الشيء الذي جعل بعض المخرجين المغاربة يعتمدون على أنفسهم في كتابة سيناريوهات أفلامهم، مشددين على ضرورة تجاوز أساليب الكتابة التي تفتقد إلى التميز والإبداع والاجتهاد أكثر في هذا المجال.

وسجلت المائدة المستديرة مشاركة المخرجين محمد مفتكر وسعد الشرايبي ومحمد الشريف الطريبق ونور الدين لخماري وأسماء المدير ومعدان الغزواني، والنقاد السينمائيين نور الدين أفاية، وعمر بنخمار، وحمادي كيروم ، وخليل الدامون الذي حظي بتكريم خلال هذا اللقاء. كما تم بالمناسبة تقديم وتوقيع كتاب “شذارت من ذاكرة … سينمائية” للمخرج سعد الشرايبي.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا