شبكة المقاهي الثقافية تنعش الفعل الثقافي بالمغرب

مبادرة جميلة وراءها شباب له غيرة على الثقافة، انتعشت في السنوات الأخيرة في إطار ما بات يعرف بالمقاهي الثقافية، وانتشرت بعدد من المدن المغربية، حيث غدا المقهى وسيطا بين جمهور متعطش للثقافة والفكر والفن ومبدعين يبحثون عن صدى إبداعهم لدى المتلقي.
في هذه الدردشة نتقرب أكثر من هذه التجربة، مع رئيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، نور الذين أقشاني.
بداية أسألك كيف جاءت فكرة تأسيس مقهى ثقافي ومتى كان ذلك؟
جاءت فكرة تأسيس مقهى أدبي بأكبر حي شعبي بمدينة الرباط وبالضبط بحي يعقوب المنصور. كان ذلك سنة 2002 بعد حضوري للقاء شعري لوفاء العمراني بمقهى الحورية الزرقاء بمدينة المحمدية، وقد أعجبت باللحظة الثقافية وتمنيت لو أستطيع نقل التجربة لمدينتي ضمن إطار جمعوي سابق … وبالفعل فاتحت السيد عزيز الصنهاجي صاحب مقهى يوجد Bullys
بالمركب التجاري المنال الذي رحب بالفكرة، ودعمها لأزيد من 12سنة بحكم غيرته على الثقافة.
من هي الأسماء التي جرى استضافتها خلال هذه المدة؟
خلال هذا المسار الزمني، تمت استضافة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية مثل نعيمة المشرقي، بنسالم حميش ، محمد برادة، نعمان لحلو ، ثريا جبران ، محمد مفتاح ، محمد الأشعري ، مراد القادري ، حبيبة المذكوري وآخرون.
كيف انتقلت التجربة إلى مدن أخرى؟
بعد أن نجحت هذه اللقاءات التي فاقت المائة والخمسين بالرباط، و تركت صدى جميلا، لدى المثقفين ورواد المقاهي ونظمت بعدة فضاءات بالرباط … وبعد إشعاع التجربة واتساع المبادرات في هذا المجال، تم التفكير في خلق إطار وطني يجمع مختلف التجارب الثقافية، تمثل في تأسيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب في صيف 2015.
وهكذا تشكلت الشبكة من أعضاء يمثلون مدن ابي الجعد وتازة ومراكش ووجدة والرباط وآسفي والفقيه بنصالح ..
ما هي أهم نقط قوة الشبكة أو بمعنى آخر ما هي المدن التي وجدتم فيها تجاوب أكبر مع هذه المبادرة الثقافية؟
من بين نقط قوة الشبكة المقاهي الثقافية، أذكرعلى سبيل المثال مدن القنيطرة وسيدي يحي الغرب والدار البيضاء وأسفي والخميسات والصويرة واكادير وزاكورة وسيدي قاسم.. ونعمل جاهدين لتوسيع الدائرة إلى ما يسمى بالهامش و المدن الصغرى والمتوسطة، لأنني وجدنا لدى الساكنة البعيدة عن المركز شغف كبير بالقراءة والابداع والثقافة بشكل عام.
أكيد أنكم واجهتم اكراهات لتوسيع ونشر مبادرتكم..خاصة وأننا نعرف المشاكل التي يعاني منها الفعل الثقافي عموما؟
بالطبع، واجهنا صعوبات، لكننا لم نستسلم، وكنا مصممين على تأسيس فعل ثقافي بهذه الفضاءات التي أصبحت ملتقى للمبدعين المغاربة لتوقيع إبداعاتهم والتعريف بها وترويجها بعيدا عن القاعات ذات الجدران الأربعة المهجورة ثقافيا .. رغم قلة الإمكانيات ورفض العديد من أرباب المقاهي في احتضاننا لان الهاجس الربحي حاضر لديهم بقوة. لكن اتفاقية الشراكة الموقعة مع السيد وزير الثقافة والاتصال مؤخرا والذي عبر في حفل التوقيع عن استعداده لدعم مبادرات الشبكة، واتفاقية التعاون التي وقعناها مع الجمعية الوطنية لأرباب المطاعم والمقاهي بالمغرب سيكونان بالتأكيد حافزا لتطوير وإشعاع هذه التجربة الثقافية.
عقدتم مؤخرا الجمع العام لشبكة المقاهي الثقافية بالمغرب..ما هي أهم القرارات التي خرجتم بها؟
بالفعل عقدت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب جمعها العام العادي الأول يومي 27 و 28 اكتوبر 2018 بمركز الاستقبال الأطلس بمدينة الخميسات.
وقد عرفت هذه المحطة التنظيمية مشاركة 25 شخصا يمثلون المقاهي الثقافية والأدبية المنضوية تحت لواء الشبكة التي تأسست في يونيو 2015.
ونظمنا بالموازاة، معرضا للفنان عبد الجبار بلشهب وعرضنا إصدارات الشبكة. .
وتم الاتفاق على تعديل العديد من الفصول بالقانون الأساسي والنظام الداخلي للشبكة. وانتخب المشاركون مكتبا جديدا من 11 عضوا وجاء على الشكل التالي:
الرئيس : نورالدين اقشاني
نائبه : صلاح الشرقاوي
الكاتب العام : المصطفى البتولي
نائبته : أبوالوفاء البقالي
أمين المال : هشام دهلات
نائبته : وفاء مسعودي
المستشارون : عبدالحكيم العمراني ومحمد بلمو وطارق بورحيم ومصطفى الضابي وخديجة المسيح.