
حياة، فتاة في عمر الزهور، فقدت الحياة وهي تغامر بحياتها البائسة واليائسة، لكي تأخذ من الدنيا نصيباً، أو حلماً وردياً أعدمته “نيران صديقة”، طائشة أو شاردة، ولكنها، في كل الأحوال، ضالعة وقاتلة. أرادت حياة أن تضرب في الأرض الواسعة يوم رأت العذاب وتقطعت بها الأسباب.
كانت تعيش في منطقة تستأثر بالاستثمارات، وبالاستراتيجيات، وبالأوراش، وبالبرامج المنتجة لفرص الشغل “الهائلة”، والمدرة للدخل، وهي جميعها من توقيع مؤسسات مالية دولية، ومن تخطيط خبراء دوليين هم، في نظر المسؤولين، أعلم بأحوال الناس. لكن حياة كانت قيد حياتها تسمع ضجيجاً ولا ترى طحيناً.
ليس الأمر حادثة بحر، و “حريك” مروعة، لكنها معزولة. إنه، مرة أخرى، فشل ذريع لما يسميه البعض، جزافاً، نموذجاً للتنمية المستديمة، وما هو بذلك. التنمية غايتها حياة الناس، وحياة الناس ليست الوسيلة. التنمية تحفظ النفس، وتنفع الناس، وتوفر أسباب العيش من تعليم وصحة وشغل للجميع، وتصون الحرية والعدالة والكرامة. من هنا نبدأ.