بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
بقلم: الناقد فؤاد زويريق
في حدث نادر، حصد مسلسل 7 جوائز مرة واحدة. يتعلق الأمر بمسلسل “تحت الوصاية” الذي عرض خلال الموسم الرمضاني الأخير 2023، وجرى تتويجه في حفل النسخة الثانية من مهرجان القاهرة للدراما.
عن هذا الفوز الكاسح والمستحق كتب الناقد المغربي فؤاد زويريق ورقة في الموضوع جاء فيها:
وهكذا حصد مسلسل ” تحت الوصاية ” عدة جوائز مهمة ومستحقة في مهرجان القاهرة للدراما، أولها الجائزة الكبرى كأفضل مسلسل، وجائزة أفضل ممثلة لمنى زكي، وجائزة أفضل مخرج لمحمد شاكر خضير، وجائزة أفضل ممثل صاعد لعمر شريف، وجائزة أفضل ممثل دور تاني رشدي الشامي، وجائزة أفضل مونتاج للمونتير أحمد حافظ، وجائزة أفضل صورة لمدير التصوير بيشوي روزفلت.
مسلسل ”تحت الوصاية” خلق هذه السنة 2023 الاستثناء، ووشّح من طرف الجمهور والنقاد بوسام التميز، بلا شك كان أجمل وأهم عمل درامي مصري في الموسم الدرامي الفائت، أجمل لأنه اهتم بكل العناصر الابداعية والتقنية من الرؤية الإخراجية المتميزة، وجماليات التصوير، وحسن اختيار الممثلين، والتشخيص الرهيب لكل الممثلين دون استثناء، والموسيقى التصويرية والحوار… والأهم لأنه أشعرنا بالانتماء إليه وجعلنا نسائل معه المجتمع الذكوري دون الدخول في الوعظ والخطابة المباشرة، وأهم الأهم أنه ناقش بشكل مقنع وذكي قانون الوصاية وأبرز سوءاته.
إبداعيا الخلطة التي اعتمد عليها مسلسل ”تحت الوصاية” معقدة وصعبة في المعالجة، قد يتوهم المُتلقي أنها سهلة وأنها اعتمدت على خط سير واحد لم تحد عنه، لكنها ليست كذلك على الإطلاق، فالتعقيد يكمن في التشعب وتشابك الخيوط الدرامية بشكل ذكي ومدروس رغم أن الحدث واحد غير متعدد، في مثل هذه الحالة يصعب أن تناور وتخلق عوالم مختلفة ومتنوعة تخرجك من فخ الملل والتمطيط، لكن ما يحسب لصناع هذا العمل أنهم نجحوا رغم ذلك في جذب المُشاهد بإعطائه عملا متقنا من كل النواحي، لم يستخدموا فيه الإثارة الصاخبة الرنانة التي ينتهي مفعولها مع نهاية كل حلقة، لكنهم دسوا فيه جرعات خافتة بهدوء بعيد كل البعد عن المبالغة والميلودراما، لهذا استحق أن يكون أفضل مسلسل درامي لهذه السنة.
