أسماء وكمال وزينب وتتويج مستحق بمهرجان “كان” السينمائي

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
صورة معبرة لثلاث أسماء تنتمي للجيل الجديد من المخرجين الشباب المغاربة، جيل كله حماس وثقة، تألق بشكل ملفت في الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي الذي امتد من 16 إلى 27 ماي الجاري و2023، كانت مشاركته مشرفة وحصد أربع جوائز قيمة..
يتعلق الأمر بكل من:
– أسماء المدير وفيلمها “كذب أبيض” حيث نالت به جائزتين جائزة “العين الذهبية” مناصفة مع التونسية كوثر بن هنية وجائزة “أفضل مخرجة” في مسابقة “نظرة ما”.
– المخرج كمال لزرق الذي فاز فيلمه “عصابات” بجائزة لجنة التحكيم في مسابقة “نظرة ما”.
– والمخرجة زينب واكريم وفيلمها الناطق بالأمازيغية أيور ( القمر). في مسابقة “سينما المدارس”.
1-“كذب أبيض”
يحكي فيلم “كذب أبيض”، عن رحلة عودة للمخرجة إلى منزل والديها بمدينة الدار البيضاء المغربية لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر، لتجد صورة أطفال يبتسمون في ساحة مدرسة، وعلى حافة إطار الصورة تشدها فتاة صغيرة تجلس على مقعد وتنظر إلى الكاميرا بخجل.
إنها الصورة الوحيدة للمخرجة وهي طفلة، لكنها مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في الصورة. وعلى أمل أن تجعل والديها يتحدثان، تستخدم المدير كاميرتها وتنتقل من هذا الحدث الحميمي لتفتح جراحا مرتبطة بأحداث اجتماعية وسياسية مؤلمة مسكوت عنها مرتبطة بانتفاضة 1981 الدموية التي كانت مدينة الدار البيضاء مسرحا لها.
تحاول المخرجة في فيلمها “كذب ابيض” أن ترسم بورتريه لذاكرتها لتفتح به عوالم أكبر لسنوات الاضطرابات السياسية والانتفاضات الاجتماعية في البلاد، إذ أن الفيلم يعكس شخصيات وروح أطفال التسعينيات في المغرب.
2-“عصابات”
تدور أحداث الفيلم، الذي يعد أول عمل روائي طويل لمخرجه، حول رجل وابنيه (حسن وعصام) يعيشان على خدمات يومية يقدمانها للعصابات في الضواحي الشعبية للدار البيضاء. ذات مساء، يكلفان بخطف رجل فتبدأ بعدها ليلة طويلة تقودهما في رحلة عبر العوالم السفلى للمدينة.
وحسب منتج الفيلم سعيد حميش فإن فيلم “عصابات”، الذي مثل المغرب ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، هي رحلة يائسة لأب وابنيه يسعيان بلا كلل بين الأمكنة، ومن لقاء إلى آخر، نحو هدف لا يمكن بلوغه. رحلة ليلية في أقاصي عالم مريب تستوطنه شخصيات غريبة. عبور خانق يطبعه التوتر من هوامش الدار البيضاء، والقلق والشعور بالذنب الجاثم على الشخصيات، تتعاقب فيه الإخفاقات بشكل غامض، ويتلون حكيه بعناصر تجريدية وهزلية.
يتناول الفيلم، أيضا، حميمية العلاقة الأبوية، حين يتورط حسن وعصام في دوامة تتجاوزهما، فيتواجهان، لكنهما يدركان أيضا قوة الروابط الوشيجة التي تجمعهما.
فيلم “عصابات” (94 دقيقة) من بطولة أيوب العيد (عصام)، وعبد اللطيف مستوري (حسن)
الجدير بالذكر أن مسابقة “نظرة ما” لمهرجان كان السينمائي بدأت عام 1978. تحتفي بالسينما الأكثر إبداعا وجرأة من تلك الحاضرة في المسابقة الرسمية، وتكافئ سينمائيين مغمورين أو غير ذائعي الصيت.
3- أيور ( القمر)
فاز الفيلم المغربي الأمازيغي القصير “أيور” (القمر) بالجائزة الثالثة في مسابقة مدارس السينما (سينيفيل) للأفلام القصيرة التي تقام ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، وهي الجائزة التي تنافس عليها ما يقرب من ألفي مشروع فني من أنحاء العالم.
يتناول الفيلم معاناة أطفال القمر، من خلال قصة الطفلين صمد وحسناء من عائلتين أمازيغيتين، يتشاركان في معاناة صحية واحدة وهي الحساسية الشديدة من التعرض لأشعة الشمس، والمعروفة باسم “أطفال القمر”، حيث نجحت واكريم عبر الفيلم في نقل معاناة البطلين بصورة إنسانية.
وفي تصريحات صحفية سابقة، أشارت زينب واكريم، إلى أن اختيارها “أيور” عنوانا للفيلم يعكس ثقافتها الأمازيغية، فهي تنحدر من منطقة تافروات (جنوبي المغرب)، وهي أيضا القاسم المشترك للطفلين في الفيلم، وقالت إن اختيار “قمر” يثير الانتباه أكثر من “أطفال القمر”.
وفي تصريح صحفي سابق، أوضحت المخرجة الشابة أنها تحمست لفكرة الفيلم بعد أن شاهدت فيلم “المنزل الأسود” للشاعرة الإيرانية فروغ فروخزاد الذي يتناول مرضى الجذام في إيران في ستينيات القرن الماضي، وهو ما دفعها لخوض تجربتها عن أطفال القمر الذين يتمتعون بصبر ويتمسكون بالأمل في الحياة.