انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

آسفي تحتفي بجليلة التلمسي و”حدائق الأسرار”

عن هذه التظاهرة الفنية والثقافة تكتب الأستاذة زهرة رشاد

بسمة نسائية/ أصواتهن

اعترافا بالمسار الفني المتميز للمبدعة الجليلة جليلة التلمسي، نظمت جمعية “سيني ساف”   والمديرية الإقليمية للثقافة والشباب والتواصل، لقاءا باذخا بهذه الفنانة ابنة مدينة آسفي، لقاء يندرج حسب المنظمين، في إطار مشروع لفكرة انفتاح لساكنة آسفي على الإبداع المتميز للفرقة المسرحية “أكون”، شاهدا على دور الفن المسرحي للصمود في وجه الزمن، و جبروت الموت، و سدا منيعا ضد كل تتفيه و تقزيم لدور المسرح كما نعاينه في قنواتنا التلفزية، لأن الفن الرفيع الراقي هو وحده سجل للحياة بمعناها الوجودي الرحيب..

لقد اقتفى المنظمون والمنظمات الاحتفاء الآسفي بالمبدعة جليلة التلمسي من خلال آثار مساهماتها الفنية مسرحيا وسينمائيا، ومن خلال الحوار الشيق الذي أدارته المقدمة إيمان مستحضرة مسارها الإنساني والفني، وما راكمته من نتائج إيجابية، و نجاحات وجوائز وطنية وعربية.

واكتشفنا قوة بوحها، وعمق أغوارها الصادقة، و قلقها الوجودي، وهواجسها في مجالي المسرح و السينما، و توغلنا معها في دروب الحكي عن طفولتها ومراهقتها ….من خلال شهادات لشخصيات اقتربت منها(عائلية، تعليمية، و فنية). فاكتشفنا فيها ذاتا فاعلة، وفنانة متميزة، ومبدعة متفردة لها نكهتها الخاصة بصوتها القوي النبرات، و لغتها السلسة، المنسابة، و القريبة من القلب..

كانت آسفي يومذاك الجمعة 12ماي، حفية بتكريم ابنتها الجليلة جليلة التلمسي، بل سعيدة لأن على ثراها استطاعت ساكنة آسفي تحقيق فرح أبيض، صاف بمعانقة هذا التكريم، و التملي بإطلالة فنانته الجميلة.

وكانت الموسيقى الأصيلة، والغناء الطربي، و العيطة الشعبية سيدة المكان (حسيبة منصت، رنين بجدادي، رقية أحمد، جمال الزرهوني وعابدين)…..

وعدنا إلى بيوتنا مع منتصف الليل، وما غادرنا فرحنا وانشراحنا، وما فتئت رائحة المكان تداعبنا بعبق التكريم الآسفي……

ليكون لقاؤنا في اليوم الموالي السبت 13 ماي مع مسرحية “حدائق الأسرار” للمخرج والمؤلف المسرحي المقتدر “محمد الحر”، وتشخيص الرائع ياسين أحجام، و الرائعتين جليلة التلمسي و هاجر الحميدي، أما السينوغرافيا، و روائع الألوان و الإضاءة فمن إنجاز الفنان محمد الأعرج.،

و لعل الملاحظ أثناء عرض المسرحية، هو تلك المسافة الروحية القريبة بين جمهور المتلقين و المتلقيات و بين المسرحية، و شفرات الإعجاب بدليل الصمت الذي طغى على القاعة، و المتابعة الدقيقة لكل مشاهد المسرحية….

لقد أعادت مسرحية حدائق الأسرار للمسرح ألقه بالعرض المسرحي المتميز، حيث أبدع المخرج المثقف محمد الحر في رؤيته المسرحية التجريبية، كما تفوق الممثل المبدع ياسين أحجام، والرائعتان جليلة التلمسي، وهاجر الحميدي في الأداء حد الإبهار. هذا الفريق المسرحي طرح مجموعة من التساؤلات الوجودية، والفلسفية، والاجتماعية لموضوع مألوف وهو الحب بما يكتنفه من موانع خصوصا في مجتمعنا المغربي، ولاسيما حين يصطدم الحب مع الزواج التقليدي المدبر وقضية المرأة ككل حاضرة بقوة باعتبارها ما زالت قضية شائكة، تتمظهر في مسرحية حدائق الأسرار، وخاصة في ذلك التقابل بين الأم/جليلة التلمسي، و ابنتها/هاجر الحميدي:

الأولى تمثل ثقافة الموؤودة والمستسلمة لسلطة المجتمع، واستبداد الرجل. أما الابنة فتمثل ثقافة المولودة أي ثقافة التغيير، والتمرد على الأعراف والتقاليد التي تفرض عليها زواج المصلحة، في حين تنتصر لحبها، وتقف ثائرة في وجه أمها المتخاذلة والمستسلمة.

في المدى المفتوح لمسرحية حدائق الأسرار، اكتشفنا مغامرة جديدة، فاتنة،و اكتشفنا خيارات المخرج المتميز،و هي لا تحيد عن فضاء الحرية و الانعتاق من عالم التفاهة و الابتذال السائد إلى عالم فني شامخ حرص فيه المخرج على جوانب فنية تتعانق فيها أجناس أدبية من شعر و فلسفة و سرد و حكي، مع الانتقال بسلاسة ما بين اللغة العربية الفصيحة، و الدارجة العامة المغربية..

كما تتجاور في هذه المسرحية إشارات ذكية، مثل: مهنة الفنان، الاغتراب، العزلة، التسلط الذكوري، كل ذلك برؤية درامية منحت العمل المسرحي عمقا وبعدا إنسانيا.

وعلى كل، فقد جسدت مسرحية حدائق الأسرار مزيجا من الرؤى الفنية والفلسفية المدهشة، وكان الابتهاج بهذا “العلم المرح” كما يقول الفيلسوف الألماني “نتشه” عشناه على أرض آسفي التي تحبل بآمال كبيرة على ساحل الإقلاع الثقافي.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا