انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

تعلموا …الحب…

بسمة نسائية/ أصواتهن/

عزيزة حلاق

عيد الحب مناسبة رقيقة تستحق أن نقف عندها، والحب هذا الإحساس الجميل، لا يقتصر على بني البشر وحدهم بل يتقاسمه معنا الحيوانات، التي كشفت دراسات عديدة أنهم أكثر رومانسية ووفاء..

ومشاعرها أصدق وأصفى وأنقى..

وأنا أتنقل بين القنوات الفضائية بحثا عن فضاء بعيد عن قنوات الكآبة والتفاهات وأخبار الحروب والكوارث الطبيعية، والدسائس السياسية المعلن عنها والخفية، وجدت ضالتي في قنوات الكرتون ( الرسوم المتحركة) وبرامج عالم الحيوانات. فصرت وفية لها.

مؤخرا صادفت برنامجا رائعا عن الحب في مملكة الحيوانات. وكان أغرب ما شاهدت وسمعت، هو ما يحدث لطيور البطريق، عندما يرغب الذكر في التزاوج. إذ يخطط للأمر بتأن وتفكير قبلي، ويتربص بالأنثى محط اهتمامه على مدى أيام، يراقبها عن بعد أو من بعيد، إلى أن تأتيه الفرصة، أو يخلقها هو. فيحمل حصاة بفمه، ويترنح أمامها في خجل، ثم يضع الحصاة بين قدميها. فإن التقطتها فتلك علامة رضا وتجاوب وهو ما يعني أن الإعجاب متبادل، وذلك هو المبتغى. وإن تجاهلت الحصى وتجنبتها، فالمعنى مفهوم، غير مهتمة.. فتلك هي الصدمة وما عليه إلا أن يكتم غيظه ويجر خيبته ويلعب بحصاته وذيله بعيدا عنها أو(يبدل الساعة بأخرى)..وقد يعاود الكرة مع أنثى أخرى، إلى أن يعثر على من تلتقط حصاه لتكون شريكته في الحياة، ويتعاونان على بناء عشها الزوجي ويعيشان في ثبات ونبات..

والجميل في مملكة الحيوانات هي القيمة التي تمثلها الأنثى في هذا العالم، إذ لا نجدها مسكينة مستكينة وخانعة في عملية التزاوج، و(تقبل بأي كان)، بل لا بد للذكر من بذل مجهود لإقناعها والفوز بها.

وحتى مشاعر الحب والعناق وتقديم الهدايا والتضحية والرومانسية، ليست حكرا على بني البشر، بل هي مشاعر غريزية عند الحيوانات أيضا، إذ نجدها مثلا عند ذكور بعض الحشرات، برفرفة أجنحتها لتهويتها على فترات منتظمة، وهي تتدلل في غنج قبل أن تسمح له بالاقتراب منها ومضاجعتها..

وعملية التزواج عند الحشرات تمر عبر ثلاث مراحل، البحث عن الشريك. تليها فترة التعارف (الخطوبة)، تم التزاوج إذا حدث توافق وقبول..

ويعبران عن ذلك بلغة خاصة. فالذكور مثلا تقدم عرضا راقصا، ومن خلال طريقة الرقص، تختار الأنثى الذكر الذي تفضله عن غيره، وليزيد الذكر من إغواء أنثاه، يقدم لها هدية (الصداق) عبارة عن وجبة مفضلة من النبات أو الفرائس حسب نوعية الحشرة، فتلتهمها الأنثى في الوقت الذي يستغل الذكر الفرصة للتزاوج..

والذكر الذي لا يعرف قيمة الهدية ورمزيتها لن تقبل به أي أنثى…

ويبقى أغرب تزواج في عالم الحشرات، هو تزاوج العنكبوت، الذي لا يمت بصلة للرومانسيات السابقة. بل أقل ما يقال عنه، إنه حب سادي..لأن الأنثى تتلذذ بتعذيب الذكر وتقوم بافتراسه مباشرة بعد عملية التزاوج أو أثناءها..إذ ينتهي به الأمر قتيلا في معبد الحب، وينتهي دوره في الحياة بتخصيب الأنثى. الأمر نفسه نجده عند ملكة النحل، التي تتميز ببنية أكبر وقوة أكثر من النحل العادي. لها طقس خاص في التزاوج.

حين تعلن عن رغبتها في التزاوج، تتجمع حولها اقوى الذكور تم تطير بأقصى سرعة، فيتبعها سرب من ذكور النحل، وتتم عملية التصفية في الطريق، الذكور الضعيفة تتعب، وتسقط تباعا، ولا يبقى في النهاية غير الذكر البطل، الذي يسقط بدور مباشرة بعد

تلقيح الملكة، فيموت شهيدا باسم الحب..(وإلا مات يموت حلال..مسكين شهيد…ونعم التضحية..) إذ يكفيه فخرا أنه نال شرف التزواج مع الملكة.

أما أنثى الضبح فأمرها عجيب، إذ لا تفضل التزواج من أحد الأقارب وتفضل الذكر الذي لا تعرفه، تفضل الضبع المهاجر القادم من مجموعة أخرى، وبالتالي تعتبر الذي يغادر قطيعه محظوظا، لأن أنثاه تعشقه دونا عن ضباع القبيلة أو العشيرة..

ولله في خلقه شؤون…

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا