انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

وداعا أيتها القديسة..

سلام على روحك ما سطع في الأجواء نور القمر..

بقلم:عبد العزيز دراز

وداعا عائشة، وداعا أم الأطفال المنبوذين وحاضنة الأمهات التائهات، أنت يا من لملمت خطايانا وسترت ” عاراتنا” ووهبت نفسك وجهدك وصحتك وحياتك لفئة من مجتمعنا أعطاها الجميع بظهر المجن. وحدك صمت وقاومت وحملت الرسالة وواجهت المحن. قديسة أنت لأنك ما فرطت في الأمانة التي خلقتها أنت لنفسك والتي تحملتها أنت بصبرك والتي أبلغت بها ما كان المنتظر وما رضيت على النتيجة وانتظرت المزيد ممن يطمح حمل المشعل. وأنت في مرضك الطويل لم تستسلم، و أنت تقاومين الردى لم تكوني تسألين عن الطبيب والدواء ولكن كنت تتابعين حالات الأطفال و أحوال الأمهات، وكان كل صباح هو بداية جديدة بالنسبة إليك… كان كل صباح هو مهمة جديدة وكأنك تبتدئين لأول مرة..

إنه العطف الفوار الذي ينبع من قلب أم رؤوم حنون كان همها الوحيد والأوحد انتشال أطفال رضع وأمهات في مقتبل العمر من قبضة الضياع والهلاك ونظرة المجتمع المنافق الذي لا يرحم. كنت العطف، كنت الحنان، كنت الملجأ، كنت الملاذ كنت لإنسانة، كنت الحضن، كنت الأم، كنت المأوى، كنت المرجع وكنت القدوة….

ماهمك الكلام ولا أحبطك اللمز ولا الغمز ولا نالت من عزيمتك دوائر القيل والقال والإنسان والزمان.

عشت كريمة عفيفة، صادقة، نزيهة، متواضعة، شامخة وعزيزة…

فوداعا عائشة، وداعا يا بطلة ناضلت في الميدان بسلاح الصبر والمثابرة وقوة الشكيمة وعزة النفس، فنلت حب الصغار واحترام الكبار وتقدير الجميع، كنت حمى للمرأة والأم للأطفال والرضع، كان كلامك بلسم الأمهات العازبات، وكانت أفعالك شفاء أطفال الأمهات العازبات وكنت أنت دواء الجميع ومنقذة لكل عليل..

فوداعا سيدتي، لن يخبو نور مصباحك وقد أنرته بحبك وعطفك وحنانك، سيتمر أطفالك وأمهاتهم وكل من سمع باسمك أو مر بذكر أو زاره طيفك في الترحم عليك وعلى روحك الطاهرة. سلام على روحك ما لاح في الأفق شعاع الشمس، سلام على روحك ما عاش في نفس رضيع بصيص الأمل، سلام على روحك ما سطع في الأجواء نور القمر، سلام على روحك كل صباح وكل مساء فقري عينا ونامي بسلام فنحن لن ننساك أيتها القديسة.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا