سلا…… عشق أبدي

فوزية رفيق الحيضوري
مشتعلٌ كجذوة نار
حنينُك
كما لو من لهب تنور
تمرَّدْ،
كهبوب العاصفة
نفسي
من ألم البعاد،
يتغذى شوقي
باللظى
لا ينطفئ…
لي فيك ذكرياتُ
بوحٍ، سمر، وآهات
ترتعش
تلامس شَغافَ القلب،
في غُنْجٍ غادة حسناء
تجرِّر أذيالها،
ممددةً على ضفة الرقراق شمالا
على المحيط يمينا،
موشّاةً بتراث الأندلس،
شموخ الماضي العريق….
كنت أناجي ليلَكِ والنجوم طوالعٌ،
أبحر في ضوء فجرك الفاتن
أناغيه/
كلَ أبوابك المنفتحة
أَلِجُ
مشدوهةً أنجذب
إلى المسجد الأعظم
والحيِّ القشتالي والشهداء،
إلى معلمةِ بني مرين
فنون النقش وبديع الترخيم
والمدرسة العجيبة…
ذكرى باب احساين
والحسناء والنّجد
تناديني
وشم الذاكرة والروح
لقَّنتني أبجدية الحرف والحقوق
وعشق الوطن وأنَّ دمَ عروقي
مغربي/عربي/فلسطيني…
فوانيسها البهيه
داخل الأسوار
في تواريخ الروم
مسربل اسمها
بالمجد/
عنفوانها موحدي
موغل في القدمِ/
خلوة الناسكين
ابن الخطيب/ابن عاشر/أبوموسى العارف
عبد الله بن حسون
سلطان الأولياء
تاريخ الصقَّالة
ممهور بالجهاد
شاهدة هي البروج والحصون
تشي بفخامة التاريخ…
أستحم بعشقك
كأني مجنون،
ما زاده البعد
إلاّ عطشا/
هجرتُ أهلي وخلاني
ورياضَك الفيحاء
ورائحةَ التراب….
أكلما أقبل الخريف
انكوى القلب من النَّوى
ما اخترت،كان قدري
هاجرت وروحي في يدي/
كلَّما خلوت إلى نفسي
أستأنس بالحلم/
أراك تنزفين
لمَ ترتجفين
يا مدينة الحسن؟
أصوات مبحوحة
أجساد متآكلة
تقاوم عبث الوجود/
دنَّستِ الضوضاء
جمالك
شوهت العشوائية
فيحاءَكِ
رشت الملحَ على جسم مكلوم
ترنّح ألما…
اتسعت جغرافيتك
تُهْتِ/
تتحسسين زيف النبض/
تئنين من وجع
السنين/
من عطش، لا ترويه الريح
العابثة بأوراق الخريفْ
تخافين الليل
تسرقين همس الصمت/
صراخ الجياع والضحايا والمقهورين….
! وا مدينتاه