انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

“الحصلة” حكاية جيل الحي المحمدي التائه اليوم..


عرضت قناة دوزيم أمس الأحد، حلقة مميزة جدا ومفاجئة من برنامج “قصص إنسانية”، تحت عنوان “الحصلة”.

الحلقة كانت صادمة لواقع مؤلم يلخص حكاية شباب الحي المحمدي بين الأمس و اليوم، وحملت عنوان أغنية أسطورية لمجموعة لمشاهب “الحصلة”.

لقد تفوقت مخرجة هذا العمل، صونيا الطراب، في نقل حكاية هذا الحي على لسان أبنائه، وذهبت بعد نصف قرن، للبحث عن ماضيه المشرق وحاضره البائس والموجع.

 وإذا كان كبار السن من من ظلوا في هذا الحي، يتذكرون هذه الحقبة بفخر وحنين، فان شباب اليوم لا يرون فيه إلا هامشا فقيرا للدار البيضاء حيث الأحلام تتكسر على صخرة الحرمان… باختصار: إنها الحصلة.

اقتحمت المخرجة هذا الفضاء لمدة عام. تابعت المعيش اليومي للنكنوكي ومعاد وأشرف و واوا وميدو وايوب والعديد ممن لا صوت لهم. وثقت بجرأة نادرة وبحرية قصص حياة يتكرر كل يوم وعناصرها الدرب والكرة والمخدرات والجنح الصغيرة والبطالة والحريك والتضامن.

من الحصلة الى أهازيج مشجعي الرجاء البيضاوي، تغير الكثير في الحي المحمدي. لكن القوة والابداع والحركية بقيت ثابتة.

الحصلة صورة لحي ليس مثل باقي الأحياء ولكن الشريط كذلك صورة عن شباب تائه وغير مفهوم لا يطالب الا بالحق في التعبير والحلم.

الحصلة انتاج مشترك بين عليان للإنتاج والقناة الثانية.

هذا الفيلم هو غوص لمدة تفوق السنة وسط شباب الحي الأسطوري، الحي المحمدي،  بمدينة الدار البيضاء.  عين الكاميرا  توثق لأحاديث صريحة غير منمقة، حنين إلى الماضي و حب فريق الرجاء البيضاوي مع حضور دائم لحب آخر: موسيقى لمشاهب. “الحصلة” فيلم عن شباب يجدون أنفسهم في طريق مسدود لكن مازالوا يتشبثون بأمل. 

المخرجة تتبعت مسارات ثلاثة شباب في فترات مختلفة من حياتهم مع قاسم مشترك يجمع بينهم: انعدام الفرص و الإحساس بأنهم في طريق مسدود ( الحصلة).

نكنوكي: 27 سنة، يكافح ليضمن قوته اليومي،  يعيش على مهن صغيرة مختلفة غير قارة و يتمتع بشعبية كبيرة في الحي. يتميز بقلب طبي، دم حام و قريب جدا من عائلته.

معاد: 25 سنة، عاطل عن العمل. يقضي وقته في الحي و متابعة مباريات فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم. مقتنع بأهمية الحب في الحياة، هادئ الطباع و هو أكبر المولعين بأغاني لمشاهب. 

أشرف: 18 سنة، الأصغر سنا، متعود على اقتراف جرائم صغيرة مع أقرانه. قرر التوبة بعد وفاة والده حديثا. سيجتاز البكالوريا هذه السنة ( كأنه انتقام أمام الجميع و ضد الجميع ). 

هؤلاء الشباب يحيط بهم شباب آخرون يعيشون بنفس الطريقة. مهدي، أحمد، ميدو، مجيد، واوا…..إلخ…هم كذلك أعطيت لهم الكلمة للحديث دون طابوهات. بالنسبة لهم جميعا نفس الروتين يتكرر يوما بعد يوم:  الدرب، كرة القدم، المخدرات، جرائم صغيرة، بطالة، حريك و تضامن فيما بين أولاد الدرب. 

إننا أمام قصيدة عن الصداقة،  اتحاد في طريق مسدود، هوية مشتركة…ببساطة حب الحي.

عن هذا الشريط تقول الطراب:

كانت فكرتي الأولى أن أنجز فيلما تخترقه موسيقى الفرقة المغربية لمشاهب و بالأخص أغنيتهم الحصلة (الطريق المسدود). هذه الأغنية الأسطورية التي أدتها فرقة لمشاهب في السبعينات من القرن الماضي، تتضمن كلمات قوية كأنها استشرفت ما يقع من أحداث حاليا. إنها قطعة موسيقية متبصرة و تنبأت بالمستقبل.  

الهدف: لقاء شباب الحي المحمدي بحجة هذه الأغنية و ما تمثله مع سؤال يرن في ذهني: هل تعرف الحصلة. إنه سؤال يثير و يعطي للفيلم جوهره و بالتالي عنوانه. 

لماذا الحي المحمدي ؟

لأنه ببساطة الحي حيث ولدت فرقة لمشاهب. إنه حي محفز و مشتل خصب للمواهب في السبعينات من القرن الماضي و الذي منه خرج إلى الوجود فنانون، كتاب و رياضيون  ممن كانوا فخرا للمغرب و المغاربة. إنه رمز العصر الذهبي للإبداع المغربي. في يومنا، هذا الحي المحمدي ليس فقط سوى حي هامشي فقير في المدينة العملاقة، الدار البيضاء، حيث تزدحم الأجساد و الأرواح و حيث تنكسر الأحلام على صخرة البؤس. 

بتصوير هذا الحي و بالبحث عن هذا الماضي المجيد، وددت أن أطرح سؤال نقل الماضي من جيل إلى جيل. ما الذي بقي من هذا العصر في ذهن الشباب الحالي؟ كيف حال لمشاهب حاليا ؟ هل مازالوا فعلا متواجدين؟ و كيف يمكن إشعال فتيل هذا المجد من جديد؟

* الشريط فرصة لاستحضار كلمات أغنية ” الحصلة” لفهم دوافع اختيار المخرجة لهذه الأغنية الأسطورية فعلا.   

بعدما كنت في نومي هاني
بقيت اليوم وحدي ممدود
وين هما شلا ناس زماني
كلهم غابو ذوك الأســــود
ياك السفلي أرجع فوقاني
والسبع فينا ساسو مهدود
وين الحق أرجع برانـــــــي
الكلب الطارد والنمر المطرود

إمتى يا خي نبراو من هاذ السقام
إمتى ثارنا يرجع بلا لجام

هيه هيه هيه هيه

آش هاذ الحصلة بين القوم المعمية
الجماعة جافلة و القافلة ملهية

و أي أ ي
هلالة و هلالة
و أي أي
مشعلة مشعلة

ليلتي شحال طويلة يا وين
كيتي راها عليلة يا و ين

حمودة الله سيدي حمودة
يا الله بابا
حمودة يا المعناوي حمودة
يا الله سيدي
حمودة و يا البليني حمودة
يا الله بابا
حمودة السيف اللي عطاوه جلاه
يا الله سيدي
حمودة كلام المحبة و تحداه
يا الله بابا
حمودة معك شرع الله حمودة
يا الله سيدي
حمودة جليتي عقلي حمودة
يا الله بابا
حمودة يا البليني حمودة
يا الله سيدي
حمودة ديتي عقلي حمودة
يا الله بابا
حمودة معك شرع الله حمودة
يا الله سيدي
حمودة السيف اللي عطاوه جلاه
يا الله بابا
حمودة كلام المحبة و تحداه
يا الله سيدي
حمودة يا المعناوي حمودة
يا الله بابا
الله يا الله يا سيادي لله
يا الله سيدي
الله يا الله طلب ضيف الله
يا الله بابا

حمودة و قلبي باكي يا بابا
يا الله سيدي
حمودة و قلبي شاكي يا سيدي
يا الله بابا
حمودة يا المعناوي يا بابا
يا الله سيدي
حمودة و يا الغلبني يا سيدي
يا الله بابا
حمودة يا المعناوي يا بابا
يا الله سيدي
ها لله آحبابي لله
يا الله بابا
لله طلب ضيف الله
يا الله سيدي
ها لله آحبابي لله
يا الله بابا
لله طلب ضيف الله
و هيا الله سيدي

حمودة و يا البليني حمودة
يا الله بابا
حمودة معك شرع الله حمودة
يا الله سيدي
حمودة يا المعناوي حمودة
يا الله بابا
حمودة يبخ و يداوي حمودة
يا الله سيدي
حمودة يا المعناوي حمودة
يا الله بابا
حمودة ………….. حمودة
يا الله سيدي
حمودة ………….. حمودة
يا الله بابا
حمودة يا المعناوي حمودة
يا الله سيدي
حمودة ها رجف الله حمودة
يا الله بابا
حمودة يبخ و يداوي حمودة
يا الله سيدي
حمودة معك شرع الله حمودة
يا الله بابا
وا لله آحبابي لله
يا الله سيدي
وا لله طلب ضيف الله
يا الله بابا
وا لله آحبابي لله
يا الله سيدي
وا لله طلب ضيف الله
يا الله بابا
ليلتي شحال طويلة يا وين
كيتي راها عليلة يا و ين..

في رحلة البحث اكتشفت أن الحنين إلى الماضي مازال حاضرا لدى شباب الحي المحمدي، لكن طاقة من يحنون، و ما تبقى من ذلك الابداع  و تلك الفورة، تتقاطع مع حب مختلف: حب كرة القدم و بالخصوص فريق الرجاء البيضاوي. إنه واحد من الفرق الكروية ذات الرمزية الكبيرة لدى المغاربة إلى جانب غريمه التقليدي الوداد البيضاوي…

 الرجاء البيضاوي يلقب بفريق الشعب.

إذا كان الحي يهتز في الماضي على أنغام لمشاهب و الناس الغيوان، فإن ما يحرك مشاعر شباب اليوم داخل الحي المحمدي هي  كلمات أغاني  إلتراس الرجاء البيضاوي.

النتيجة : بورتريه لحي تحول إلى بورتريه لمجتمع، لشباب، لبلد مركب. بين شعراء الماضي و شعراء اليوم نحن أمام هذا الجيل الجديد التائه، الغير مفهوم و الذي لا يطلب سوى أن يعبر عن ذاته، سوى أن يكون له الحق في الحلم.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا