
بمناسبة الحملة العالمية لمرض شوغرن (maladie de Sjogren) التي تنظمها الشبكة العالمية لمرض شوغرن “، شبكة شوغرن الدولية (إيسن)”، تنضم الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية (أماييس) إلى المجتمع الدولي من أجل التحسيس بهذا المرض الذي يتميز بجفاف الفم و العيون و يصيب 0.5℅ من الناس خصوصا النساء.
مرض شوغرن من بين أمراض المناعة الذاتية
مرض شوغرن مرض مناعي ذاتي ينتج عن التهاب في الغدد الدمعية و اللعابية و من الممكن أن يؤثر على غدد أخرى خارجية الإفراز على صعيد الجلد و المعدة و البنكرياس و على أعضاء أخرى من أهمها المفاصل و الكبد و الرئتين و الكلي و الجهاز العصبي مع إمكانية حدوث سرطانات الغدد اللمفاوية لدى حوالي 8% من مصابي مرض شوغرن و في فترة الحمل ٬ يمكن للأجسام المضادة الخاصة بالمرض أن تخترق المشيمة مخلفة وأضرارا في قلب الجنين.
علامات مختلفة و أحداث محتملة ذات عواقب خطيرة
يعطي جفاف العيون، احمرار و إزعاج كبير ويصعب على المريض فتح عينه تلقائيا عند الاستيقاظ في بعض الأحيان، مع إمكانية انتفاخ الغدة الدمعية و تقرح القرنية. نقص اللعاب يؤدي إلى صعوبة في المضغ و البلع مع آلاام في الفم تزعج المريض في نومه مع مخاطرة أكبر لإصابة الفم بالفطريات و تسوس الأسنان. ويسبب مرض شوغرن كذالك العياء المفرط وبرودة الأطراف المعروفة بظاهرة رينود، وخلل في خلايا الدم مع ظهور قلة الصفيحات، وتضخم الطحال والغدد اللمفاوية و آلام و التهاب في المفاصل و العضلات.
ويمكن أن يطال الجفاف الأغشية المخاطية الأخرى و الجلد مع حكة و ظهور طفح جلدي و سعال عند جفاف الحنجرة و القصبات الهوائية، وعسر البلع أتناء جفاف البلعوم و حكة عند جفاف المهبل لدى النساء المصابات.
ويجب أن نعرف، أن جفاف الفم و العيون ليس حكرا على مرض شوغرن ويمكن أن ينتج مع التقدم في السن و عن بعض الأدوية، و كذالك إثر المعالجة بالإشعاع على مستوى الرأس و العنق و إثر أمراض أخرى مثل التهاب الكبد الوبائي و فقدان المناعة المكتسبة.
علاجات للسيطرة على تداعيات المرض
لا يوجد علاج راديكالي للمرض لكن يمكن السيطرة على الأعراض باستعمال بدائل الدموع مع تجنب التعرض للريح والبخار وأجهزة تكييف الهواء. عند جفاف الفم، يمكن رش بدائل اللعاب داخل الفم، مع المحافظة على صحة الفم نظرا لأن البكتيريا تتكاثر في الفم عندما يقل اللعاب، مع تجنب معجون الأسنان المبيض التي يزيد من حدة جفاف الفم. هذا مع أن التهاب بعض الأعضاء يستدعي اللجوء إلى الكورتيزون أو مثبطات المناعة.
وفي الحالات الأكثر خطورة ، يتم استخدام العلاجات البيولوجية و هي مجموعة أدوية يتم إنتاجها باستخدام طرق التكنولوجيا الحيوية والتي تعتمد على استخدام الكائنات الحية (الأنسجة والخلايا وبعض الميكروبات).