عن أسماء لمرابط وكتابها “الإسلام والمرأة: الأسئلة التي تحرج”
الأستاذة عائشة العلوي لمراني تكتب:

فتحت الربوة كتاب الدكتورة أسماء المرابط
Islam et Femmes :”
les questions qui fâchent “، فامتد الزمن قرونا خمس عشرة. بدأ بكلمة اقرأ فعل أمر للإنسان عامة، فأصبحت القراءة حكرا على أهل الحل والعقد، صداق زواج سري بين الدين و السلطة، وأصبحت المرأة بمقتضاه ملكا مباحا للرجل بتبريرات فقهية تكرس دونيتها، وكلما احتجت ووجهت بجمل لا تتغير: كنت نسيا منسيا إلى أن جاء الإسلام فرفعك درجات في السلم الاجتماعي، فانعمي بما أنعمنا به عليك واصمتي، فأنت مجرد عورة، جسدك عورة صوتك عورة، ولدت من ضلع أعوج، ناقصة عقل ودين، جنيت على أبينا آدم عندما تواطأت مع الشيطان.. فطرد من جنات النعيم.
فلتكن حياتك جحيما مقيما. وتحت الوصاية التي تعتبر المرأة قاصرا…فسنت الشرائع والقوانين تجتزئ القرآن تخرج الآيات من سياقها وتعتقل الزمن في قوقعة الجمود تفصله عن ما قبل و ما بعد، تلغي السيرورة و الصيرورة، تعتقل العقل و تشهر في وجه كل مفكر تهمة الإلحاد و الكفر.
تطرح المفكرة أسماء المرابط الإشكالية من خلال الأسئلة/القضايا المزعجة و المحرجة للفكر الذكوري الذي أجهض كل المشاريع النهضوية التي فتحت حوارا متحررا حول المرأة يحولها من موضوع إلى طرف فاعل في التغيير، وطالبت بإعادة النظر في التشريعات من منطلق العدل و المساواة و تخليص القرآن من احتكار الفقهاء وإعادة قراءته من منظور حداثي يحرر العالم الإسلامي من الجمود و يلحقه بركب التقدم العلمي والحضاري. .
غير أن هذا الطرح استهدف و يستهدف وسوف يستهدف بقوى مستفيدة من ذلك الزواج السري الكاثوليكي الذي لا تنفصم عراه بين الدين و السلطة. لذا فطريق النضال طويل و لا يختصره إلا نشر الوعي بضرورة فتح باب الاجتهاد و تحرير الفكر و نهضة الوعي.
يسعى الكتاب إلى خلخلة البنية المتكلسة من خلال المرجعية الدينية نفسها المتمثلة في القرآن، ويكتسب قيمته من اقتحام المرأة لمجال بحث و تفسير يكاد يكون بدوره حكرا على الرجال. و تتألق الكاتبة كمفكرة متفتحة على الحوار وقبول الاختلاف، تتأمل بعمق في القراءتين اللتين قدمتهما الأستاذة ليلى ماجدولي، والشابة الباحثة إلهام قدوري الحسيني، وتستمع إلى مداخلات نساء الربوة بكل أريحية وتجيب بقدر ما يحتمل الموضوع من شساعة و اتساع.
كل الشكر والامتنان لسيدة الربوة على تيسيرها للقاء و تقديمها للكاتبة و الكتاب بمداخل تهدي إلى مقامات الكتابة.
والشكر موصول لنساء الربوة على الحضور الفاعل و المتفاعل ومداخلات طرحت المزيد من الأسئلة المقلقة و عبرت عن أن القوقعة لا تسجن غير من صنعها، وكل لقاء والربوة سلسلة روابي مزهرة.