“ما كان حلما يفترى” ديوان من توقيع الشاعرة فوزية رفيق الحيضوري

هل أتاكم أنين صمتي(؟)
من غيابات الجب….
قادمة أنا،
باحثة….،
عن كف الشمس ….
حافية القدمين
نحوي أمشي….
هي كلمات ليست كالكلمات، مقتطفة من قصيدة “حائرة أنا”، قطفناها من ديوان الشاعرة فوزية رفيق الحيضوري، الذي صدر مؤخرا عن منشورات مركز عنابة.
هناك فعلا ما يربط الشعر بالأنثى. لا شك أنها انتقائية هوسية ملتمعة، يصعب تفسيرها في عبارات عابرة…هذا ما يقوله الدكتور الشاعر مصطفى غلمان، في تقديمه لديوان الشاعرة فوزية، موضحا في تحليله وتفكيكه لهذا العمل الشعري الجميل، أنه يتعرش من ثلاث تحويمات جمالية، بعضها يرقب بعضه، كأنها كور نور تحفر في جسد الكائن الطفولي، يريد استعادة أسراره المنفلتة من بين أصابع البوح…
الذات الشاعرة الايجابية في الديوان، ذات مثالية تعكس طفرة معرفية لها مفاتيح لبوابات الفهم والإدراك العميق لمفاهيم الكون والقيم والقضايا المصيرية للإنسان.
تنطبع الذات الملهمة، في أفق الاستغراق الذي تحاول الشاعرة ترصيعه بانتقالات متفردة تروم التحفيز على تمثل القصيدة وانقيادها البدهي، في اتجاه الموضوعة التي تطال التنظيم الدقيق لبؤر التصوير وسردياليه الأليفة:
ألا فاسقيني حبا……….
وقل لي هو الحب ………..
……..هي الروح وحدها …..خبيرة بالعشق…….وحدها الروح ……..تقود للعشق/
نحن روحان/
والروح واحدة/ مقطع من قصيدة “لقاء”.
ولأنني أعشق السفر، أتأبط أحلامي وعطر أيامي، أسافر عبر الذاكرة، عبر الزمان والمكان، أبحر في الأعماق، وفي نوستالجية دافئة.. أعانق الماضي، احتمي فيه و به أحيانا، أحيك خيوطا مختلفة ألوانها، وفي تجوال هائم أعبر إلى عوالم أخرى لا حدود لها، بحثا عن الحب والحرية والسلام…
ولأنها تعشق السفر، “ما كان حلما يفترى” هي دعوة من الشاعرة لنا، لمرافقتها في هذا السفر، لتكون الرحلة أجمل وأمتع.
الغلاف من تصميم التشكيلي الشاعر مولاي الحسن حيضرة.