“وحيدون نسير بسرعة، لكن، معا نذهب إلى مدى أبعد”، إنه الشعار الذي اتخذه منتدى الصحفيات الإفريقيات، الذي سيعقد دورته الثانية بالدار البيضاء نهاية هذا الشهر، ما بين 26 و27 أكتوبر الجاري، بمبادرة من مجموعة دوزيم.
و من أجل تقديم محور هذا الملتقى وبرنامجه وأهدافه، نظمت إدارة القناة الثانية دوزيم، ندوة صحفية بالدار البيضاء، طرحت خلالها، مختلف الجوانب التي تهم هذه التظاهرة التي ستستضيف هذا العام، أزيد من 200 صحفي وصحفية و50 قناة إذاعية و16 وكالة أخبار و 35 قناة تلفزيونية، بالإضافة إلى خبراء وممثلين عن المنظمات الدولية والمؤسسات العمومية، سيؤطرون ورشات عمل ويقدمون مداخلات حول موضوع “الهجرة”، باعتباره محور هذه الدورة. وقال سليم الشيخ المدير العام للقناة، إن موضوع الهجرة، سيكون هو العنوان العريض للمنتدى، الذي سيحمل شعار “الهجرات الإفريقية: فرصة أمام القارة، مسؤولية الوسائل الإعلامية”، ويتوخى تعبئة الوسائط الإعلامية الإفريقية والمساهمة في تصحيح النظرة الدونية للمهاجر، وبسط رؤية أكبر لمواضيع الهجرة الخاصة بالنساء. وهو ما يعني ضمنيا تقديم الوجه الآخر للهجرة بعيدا عن الكليشيات التي ينقلها الإعلام الغربي. وأضاف إن من الأهداف المسطرة للمنتدى، الاعتماد على شبكة الصحفيات الإفريقيات لتعزيز الاحترام التام لقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة خلال معالجة قضايا الهجرة، والارتقاء بالمنتدى كقوة اقتراحية حقيقية قادرة على التأثير، والمساهمة في تعزيز قدرات الصحفيات الإفريقيات الراغبات في تطوير خبراتهن في مواضيع الهجرة، وذلك في إطار مقاربة تضامنية وتشاورية.
وجاء في ورقة عممها المنظمون على الصحفيين، أن موضوع الهجرة احتل منذ سنة 2010 مكانة بارزة ضمن الأحداث العالمية، حيث تشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن العالم يشهد، حاليا، استقرار أزيد من 258 مليون شخص ببلدان غير بلدانهم الأصلية، الشيء الذي يمثل 3,4 بالمائة من سكان العالم. وسواء تعلق الأمر بأسباب اقتصادية أو اجتماعية، يكون حوالي 66 مليون شخص عبر العالم قد غادروا أوطانهم أو جهاتهم في سنة 2016 لوحدها. ومن بين هؤلاء، هناك 22,5 مليون لاجئ، نصفهم لا تتعدى أعمارهم 18 سنة. ومنذ ذلك الحين، وموضوع معالجة الوسائط الإعلامية لقضايا الهجرة يطرح، من بين ما يطرحه من أفكار، ضرورة تفادي الأحكام المسبقة، والحيف الجهوي، وتأويلات ومغالطات تجانب الصواب ولا تمت إلى الواقع بصلة. واستحضر سليم الشيخ في هذا السياق، كلمة جلالة الملك محمد السادس، في قمة الاتحاد الإفريقي، بأديس أبابا، حين قال جلالته:” “قد آن الأوان لتصحيح المغالطات المرتبطة بالهجرة التي هي ظاهرة طبيعية تمثل حلا لا مشكلة”.
من جهتها، أبرزت فتحية العوني رئيسة تحرير براديو (دوزيم)، أن هذه النسخة تشكل من جهة فرصة للتعبئة حول رؤية موحدة تخص الهجرة. وأيضا مناسبة لإعطاء الكلمة لنساء الإعلام كي يصبحن قوة اقتراحية بخصوص موضوع الهجرة الذي أصبح يحظى باهتمام كبير على المستوى العالمي.
ستتمحور أشغال منتدى “الصحفيات الإفريقيات” حول 6 أهداف رئيسة، تتمثل في “تعبئة الوسائل الإعلامية الإفريقية لإذكاء نقاشات عمومية حول مواضيع وقضايا الهجرة”، و”المساهمة في تصحيح النظرة الدونية للمهاجر في أعين عامة الناس، سواء تعلق الأمر بإفريقيا أو بباقي بلدان العالم”، و”بسط رؤية أكبر لمواضيع الهجرة الخاصة بالنساء، أيا كان بلدهن الأصلي أو بلد استقبالهن”، و”الاعتماد على شبكة الصحفيات الإفريقيات لتعزيز الاحترام التام لقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة أثناء التطرق لقضايا الهجرة”، و”الارتقاء بالمنتدى كقوة اقتراحية حقيقية قادرة على التأثير على المنظمات الإعلامية الرئيسية من أجل نشر فعال ومكثف للخبر اليقين، و”المساهمة في تعزيز قدرات الصحفيات الإفريقيات الراغبات في تطوير نطاق خبرتهن ودرايتهن بمواضيع الهجرة، وذلك في إطار مقاربة تضامنية وتشاورية”.
