انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

من حقك أن تغضبي اليوم أمي..

وكنت صغيرا يا أمي ..كنت أرى صلاتك أنت وأبي من دون إكراه في الدين ..
وكان النقاش حول بعض المعتقدات والطقوس يجري بتسامح وهدوء حول طاولة الأكل التي كنا نطيل الجلوس حولها.. ونحكي بصوت مرتفع ما يشغل بالنا أو ما قمنا به خلال اليوم ..
وكبرنا يا أمي ولم نعد نصلي فلم تغضبي ولم يغضب الراحل الجميل أبي..تعلمنا الشك في عز المراهقة ونمت في عقولنا الغضة أسئلة الوجود والعدم والصراع الطبقي والتفسير المادي للتاريخ .. فلم تغضبي ولم يغضب الراحل الحبيب أبي ..
كنتما رغم مستواكما التعليمي البسيط، تفتخران بهذه الحيوية التي كانت تروج في البيت والنقاشات المتواصلة حول كل المواضيع ..فلم تغضبا حين ابتعدنا عن تكرار طقوسكما في الصيام والأعياد ..كان لكما ثقة فينا وفي قدرتنا على تحمل المسؤولية ..
وها أنت ترين يا أمي ويا روح أبي الحانية ..أننا فعلنا نفس الشيء مع أبناءنا، فلا هم تطرفوا ولا هم انحرفوا ..بل فقط يتحملون مسؤولية معتقداتهم في البدء وفي المنتهى .. ولهم أن يعيشوا بشرا يؤمنون بالاختلاف ويكرسون روحه …
فلا هم أسمى من الآخرين ولا هم أدنى منهم إلا بما فعلوا….

فمن أين جاء هؤلاء القتلة بكل هذا الظلام ؟؟
من أين ؟
من حقك أن تغضبي اليوم أمي ..ومن حق روح والدي أن يصيبها الانزعاج..

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا