أشعر بالعار..

محمد نجيب كومينة يكتب عن جريمة العار
كيف تركنا وحوشا ضارية تكبر بيننا وتمارس وحشيتها بالشكل الذي مارسته مع شابتين في مقتبل العمر ومقبلات على الحياة، جاءتا لبلادنا التي سمعتا ربما عن مضيافيتها واستقرارها وأمنها.
لا أحب مشاهدة صور العنف والقتل، لكنني حرصت هذه المرة على مشاهدة الصورة الرائجة للوحوش البشرية وهي تمارس النحر.. شعرت برغبة في البكاء، في الصراخ
شعرت بالغضب شعرت بالعار ..العار العار….
تصورت في البداية أن يكون القتلة مجرمين حجزوا الفتاتين بنية السرقة أو الاغتصاب، لكنه يتبين اليوم أن القتلة من فصيلة الإرهابيين الإسلامويين الذين يروجون بيننا ويجدون من يدافع عن حقهم في الترويج للأفكار القاتلة والدعوة للقتل.
الحدث جريمة تستحق أشد أنواع العقاب.. لآنها جريمة قتل راحت ضحيتها فتاتان، بغض النظر عن جنسيتهما أو ثقافتهما أو شكلهما، ولأنها ستكون ذات تأثير اقتصادي واجتماعي مؤكد، وربما هذا قصد القتلة الذين يناهضون السياحة والانفتاح على العالم والتواصل بين بني البشر، إذ أن بعد هذا العار الذي حدث، السكندنافيين وغيرهم سيفكرون ألف مرة قبل اختيار المغرب وجهة سياحية، مع العلم أن السائح السكندنافي والألماني مطلوبين عالميا، لأنهما سخيين ويخصصان مدخرات مهمة للسياحة، بعد سنة من العمل الجاد.
القتلة استهدفوا الضحايا واستهدفوا كذلك الأسر التي تعيش وتحقق دخلها من الأنشطة المتصلة بالسياحة واستهدفوا سمعة البلاد ومصالحها.
انتقال الإرهابيين إلى العالم القروي مسألة خطيرة جدا وتستدعي التعامل معها بالكيفيات المناسبة دون السقوط فيما يريده ويسعى إليه موجهوهم، فهم يرغبون في رؤية التدهور في كل مكان وفي توريط الدول في ممارسات تسهل مأموريتهم.
محاربة الإرهاب والإرهابيين أولوية وطنية فوجودهم بيننا يشكل خطرا ليس على الأشخاص، مغاربة كانوا أو أجانب، لأنهم يحابون الحياة ويستعجلون الموت، بل لأنهم يشكلون خطرا على وجودنا الجماعي وعلى إمكان ارتقائنا في سلم الحضارة.