هل تعطل تفكرينا النقدي ولماذا؟

بقلم: عز الدين الوافي
بسمة نسائية/ منبر بسمة
تعود بعض الصحفيين في مستهل كل شهر رمضان على طرح نفس الأسئلة حول مستوى ومضامين وتكرار نفس الوجوه، بل غياب المهنية في التمثيل أصلا لارتماء العديد ممن هن خارج مجال التمثيل لفعل ذلك وطرح نفس الأسئلة على نفس الوجوه ليقال تقريبا نفس الكلام حول نفس الإشكالية في حين أن الإشكال الحقيقي هو كيف لم نستطع الخروج من نفس دائرة المشكل حيث يبدو أن فكرنا تعطل ولكننا نتخيل أننا قادرون بمجرد طرح نفس السؤال للخروج من ذات الجواب.
هل فعلا تعطل لدينا التفكير النقدي أم فرغت جعبة المتابعين من طرح الأسئلة الحقيقية أم هو مجرد هروب إلى الامام عوض القبض على الثور من قرنيه.
يقال إن طرح السؤال الحقيقي هو نصف الجواب الحقيقي. والاغرب من ذلك اننا ننتظر ايجاد حل لمعضلة البرامج على قنوات القطب العمومي لينزل علينا من السماء أو يقدمه القائمون على هذا الشأن لنا على طبق من ذهب. معضلة البرامج جزء من إشكال كبير كالشجرة التي تخفي الغابة. انها مسالة استقلالية وشفافية ومسؤولية. وبقدر ما ان هاته المفردات قد تبدو مجرد كلمات فضفاضة لا معنى لها لغرقها في التجريد لكنها في تقديري مربط الفرس كيف؟
الإرادة هي الصفة التي يمكن أن تجتمع فيها المفردات السابقة. العيب ليس في ممثل يطمح للظهور أمام جمهور التلفزيون ويصبح نجما وله متابعين وحساب بنكي هذا شيء عادي لأنه طالما هناك فراغ فيجب ان يملأه قدر ما. المشكلة ليس في كتاب السيناريو ولا المكلفين باختيار الممثلين ولا حتى في المخرجين الذين هم في نهاية المطاف أناس يبحثون عن مصادر رزق كمواطنين. أين المشكل إذن؟ المشكل مركب لأنه في نهاية المطاف عندما تظل الصحف والمواقع والنقاد وطبقة معينة من المتابعين الذي لهم رأي، الكل يبدي برأيه وينتقد ويدين ويطالب ببرامج تلبي حاجيات الترفيه والفرجة الهادفة.
ولكن ليس هناك نظام يلتقط تفاعل الجمهور مع ذلك ولا تؤخذ بعين الاعتبار. عندما يتم تمرير نفس الصفقات لنفس الشركات.
عندما لا نهتم بالمحتوى ونفضل الشكل التهريجي وكأننا في أمكنة اسوأ من الشارع، وعندما لا تكون لنا سياسة إعلامية بعيدة عن تكريس الابتذال وما هو مستهلك فإننا من دون شك لن نتقدم في طرح الأسئلة الحقيقية ولكننا سنظل نغني ونستحسن غناء بعضنا البعض كما في سيرك.