انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

قانون 13_103.. وماذا بعد؟

*وفاء الزمراني

 

تاريخيا العلاقة بين الرجل والمرأة غير متساوية، فالمرأة كانت تتعرض للمضايقات في صمت تحت ضغط مخيف من المجتمع الذي كان يعتبرها قاصرا و شيء مباحا لشهوات الرجل، فسلوك المتحرشين هو جزء من تاريخ ثقافي للهيمنة الذكورية التي تفاوتت عبر التاريخ.

صحيح أن قانون البغاء لعام 1870 وضع حداً للتحرش الأنثوي و الذي سيختفي تماماً في أوائل القرن العشرين، إلا أن فضيحة هارفي وينشتاين الجنسية، وهي أول قضية رأي عام كشفت عن مضايقات واعتداءات جنسية منسوبة إلى المنتج والمخرج السينمائي الأمريكي هارفي وينشتاين، و التي يمكن اعتبارها الشرارة التي جعلت النساء أكثر شجاعة على البوح والشكوى.

بالمغرب وفي غياب إحصاءات موثوقة حول هذه الظاهرة، بسبب الصمت القسري للأشخاص الذين يتعرضون لضغوط أو شبه عنف من خلال التحرش كالخوف من الرئيس، الخوف من فقدان الوظيفة، الخزي البسيط المتمثل في كونها في قلب فضيحة، الفخامة المحيطة التي تميز مجتمعنا، كل هذه العناصر تساهم في جهل أو تجاهل أهمية هذا الوضع.

اعتبر قانون العمل لعام 2004، في المادة 40 منه، التحرش الجنسي خطأ خطير يرتكبه صاحب العمل أو رئيس المؤسسة أو المؤسسة ضد الموظف” كبداية للتفاعل مع هذه الظاهرة لكن يبقى قانونا محتشما أمام هول ما تعانيه المرأة.

و من خلال ما تعرضت و تتعرض له النساء من عنف، و أمام ضغط الجمعيات النسائية، ومراعاة لالتزامات المغرب الدولية في هذا الشأن، وبعد مخاض عسير ..صدر أخيرا قانون 13_103 الخاص بالتحرش و العنف ضد النساء، حاملا مجموعة من المقتضيات الزجرية، سواء فيما يتعلّق بجرائم العنف المادي أو التحرش، الذي يطال الغير في الفضاء العام، أو عبر الوسائل الإلكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي.

أظن أن الكثيرين  كتبوا حول الموضوع مع الشرح القانوني و كيفية تنزيله، و لكن هل نحن مؤهلون لتطبيقه على مستوى منظومة التربية والتكوين ووسائل السمعي البصري فضلا عن التكوين المستمر لمهنيي العدالة؟ وما هي الجهود المبذولة فيما يتعلق بتسريع وتيرة التقدم في مجال المساواة وتعزيز حقوق المرأة؟ أسئلة كثيرة يجب الإجابة عنها موازة مع تنزيل القانون..

صحيح أن القانون ضروري كأداة زجرية و عقابية ولكن في غياب التوعية و التكوين واحترام المرأة كشريك أساسي في تنمية المجتمع، سيأخر لا محال من تطور هذا الأخير.

و لأننا بلد لازال الرجل ينعت المرأة “بالمرأة حشاك” لازال الطريق أمامنا طويل كي نحصل أو نصل إلى نوع من التكافؤ ، لأنه في الواقع تختلف أشكال عدم الاحترام بشكل كبير عن الإهانات التي تختلف عن الاعتداءات.

المطلوب مزيد من التحليل و النقاش و الكثير من التوعية حتى نجعل لهذا القانون روحا.

*فاعلة سياسية

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا