غير مصنف

لغة التدريس .. مرة أخرى

جليل طليمات

أعاد استعمال كلمات بالدارجة في كتاب مدرسي للمستوى الابتدائي النقاش من جديد حول أهداف وحدود دمج الدارجة في العملية التربوية والتعليمية , والتساؤل حول دارجتنا ؟ هل هي واحدة أم دارجات متنوعة ؟
وأنا أتابع هذا النقاش , السجالي في الغالب, استحضرت ذلك الخروج القوي للمفكر عبد الله العروي للتصدي المعرفي والأكاديمي والعلمي لدعاة التدريس بالدارجة . ومن حوار مطول له مع جريدة ” الأحداث المغربية” ( عددي 22 إلى 24 يوليوز 2013) أقتطف لكم بعض آرائه في الموضوع , والتي يمكن للقارىء العودة إليها مؤسسة ومفصلة في كتابه ” من ديوان السياسة” :
1 ” إن المطلوب ألا نخلط بين الشفوي الذي له مجاله, وبين الكتابي الذي له مجاله . ولا اعتراض على استعمال الدارجة أو الدارجات في المستويات الأولى من التعليم على أساس أن المسألة تربوية تتعلق بتيسير طرق تدريس الطفل … أظن أن هذا المستوى موجود في المدرسة المغربية .. أما مسألة الكتابة بالدارجة والانتقال بها إلى مستوى التأليف الأدبي والعلمي فأظن أن ذلك ليس مجال الدارجة ..”
2 وفي ذات السياق يؤكد العروي على أن ” المدرسة لا علاقة لها بالشفوي والتعبير العفوي والتلقائي كما في لغة التواصل اليومي في البيت والشارع .. المدرسة مجال مضبوط للانتقال من الشفوي ( الدارجة) إلى الكتابي ( ما يسميه بالعربية المعربة)”
3 وعليه يعتبر العروي أن ” المشكل يتمثل في المستويات التي ستلي السنوات الأولى من التعليم الابتدائي , لأن دعاة اعتماد الدارجة لغة للتدريس لا يستوعبون أنهم سيدخلون الطفل في متاهات لاقدرة له على العثوعلى سبيل النجاح للخروج منها سالما غانما”. ويضيف رافضا تلك الدعوة : ” إذا اعتمدنا الدارجة في التدريس وتعليم الطفل , فلا حاجة للمدرسة , لأن البيت يمكن أن يقوم بهذه المهمة أحسن قيام … ”
4 ومن هنا, دعا إلى ” تعميم الفصحى وتخفيض مستواها حتى تنزل إلى أفهام العامة , وبالتالي مغربة العربية الفصحى … فالعربية هي لغة الكتابة ولادخل لها في شؤون التواصل في البيت والشارع , وهي لغة المدرسة ..”
وينبه العروي إلى أنه ” إذا استعملنا الدارجة لغة مكتوبة سينقطع المغاربة عن الثقافة العربية وما أنتجته طيلة قرون من إرث ثقافي وأدبي.. “

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى