يواصل “التحالف العربي ” بقيادة المملكة السعودية عدوانه الظالم على شعب اليمن الطيب,مخلفا حصيلة كارثية بسبب القصف المدمر للبنيات التحتية والخدماتية .من مدارس ومستشفيات وقناطر وطرق ..الخ , والذي خلف الآلاف من الضحايا والمعطوبين من بينهم أطفال ونساء أبرياء, ومليوني نازح. وبفعل الحصار اللاإنساني الذي تفرضه طائرات التحالف برا وجوا وبحرا على ميناء الحديدة الذي يغطي سبعين في المائة من احتياجات الشعب اليمني الأساسية,يتضور آلاف اليمنيين جوعا فيموت منهم العشرات يوميا, كما تتهدد الأمراض المنتشرة كالطاعون والكوليرا ملايين اليمنيين , وقد أفادت منظمة الصحة العالمية بأن 50000 طفل توفوا جوعا سنة 2017 !
فأين ” الضمير العالمي” من هذه المأساة ؟ ولماذا كل هذا الصمت العربي والإسلامي والعالمي عن الجرائم المرتكبة في حق شعب اليمن ؟ , صمت يتمظهر عندنا هنا في المغرب في لامبالاة جل الصحف ووسائل الإعلام, وبيانات الأحزاب , وفي غياب أي شكل من أشكال التضامن,كالوقفات التضامنية المعهودة في مثل هذه الحروب الظالمة !
لقد بات من المستعجل الضغط بكل الوسائل السلمية, الشعبية ,والدبلوماسية الرسمية من أجل وقف هذه الحرب العبثية, واتخاذ مبادرات سياسية تعيد صياغة أسس حل توافقي انتقالي جديد يرضي أطراف الصراع الداخلي , ويحمي المصلحة المشتركة في يمن واحد وموحد . كما أن القوى الإقليمية ذات المصلحة والنفوذ في المنطقة , وذات التأثير على الفرقاء اليمنيين المتناحرين مطالبة باستعجال باستعمال كل نفوذها لوقف هذه الحرب العبثية , وفتح خط وقنوات التواصل المكثف لأجل بلوغ تفاهمات تحقق الأمن والسلم ,وتوقف سفك دماء الأبرياء .
في مثل هذه الحروب العبثية يكون من الواجب الأخلاقي والسياسي عدم زيادة الوقود في نارها, أقصد عدم الانحياز لأي طرف من أطرافها تحت أية ذريعة كانت , لذا فالمطلوب من الجميع , حكومات دول , وأحزاب ومجتمع مدني الضغط من أجل وقف العدوان على شعب اليمن وفك الحصار عنه ,ودعم كل مبادرة دولية أو إقليمية لتسوية سياسية تؤسس لتوافقات جديدة بين القوى اليمنية المتصارعة على السلطة من جهة, وبين القوى الإقليمية المتنافسة على النفوذ بالمنطقة بما يضمن مصالح الجميع , ويعزز الأمن والسلام بالخليج العربي من جهة أخرى ..
فلنكسر هذا الصمت المخزي عن جرائم هذه الحرب البليدة .