أداء فني راقي للفنانة السورية وعد بوحسون والمغربي إدريس الملومي بموسم أصيلة
و.م.ع
أصيلة – أمتعت الفنانة السورية وعد بوحسون والمغربي إدريس الملومي ، اليوم الجمعة بقصر الثقافة بأصيلة، جمهور موسمها الثقافي الدولي في نسخته الأربعين، بأداء فني راق .
وقد استهلت الحفل وعد بوحسون بأداء موشحات أندلسية (يا حبيبا حبه حشو الحشا) وقصائد في الإلهيات من شعر جلال الدين الرومي (ياواهبا سلطان سر العالمين)، وفي الغزل من شعر مجنون ليلى (قولوا لها إني ما زلت أهواها) ومن شعر ابن زيدون في ولادة بنت المستكفي (إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا)، فضلا عن قصائد شعبية شهيرة (على بلدي المحبوب) وأخرى بدوية باللهجة السورية المحكية.
وفي كلمة قصيرة قالت وعد بوحسون ، التي ازدادت بمنطقة السويداء (جنوب سوريا) حيث رأت النور كل من اسمهان وفريد الأطرش ، إنها تعود إلى أصيلة التي يتنفس فيها المرء الفن في كل مكان بعد آخر زيارة لها سنة 2006.
وأدى إدريس الملومي ، مرفوقا بعازفين على الإيقاع، معزوفة “سفر”، ثم تنويمة باللغة الأمازيغية السوسية بعنوان “أيور” (قمر)، ثم معزوفة “حديث الأنامل” وهي تقنية في العزف بيد واحدة بطريقة مغربية، وتلتها معزوفة “تركانت” (الأركانة).
والتحقت الفنانة وعد بوحسون بالفنان المغربي ليقوم حوار بين آلتي العود ، وتؤدي أغنية بدوية (هلا ومرحبا)، ومن الشعر الصوفي “يا رب أنت المستجيب”، ويؤديا معا تحية للمدينة المستضيفة (أصيلة هواك ساكن …).
وقد أقامت وعد بوحسون ،و هي طفلة ، باليمن واكتشفت به ملامح الموسيقى المحلية من خلال اللقاءات النسوية، والتحقت بالمعهد الموسيقي بدمشق ، ومرت بحلب قبل أن تنظم حفلا في دار ثقافات العالم بباريس ثم في معهد العالم العربي في مارس 2006، وتتالت حفلاتها الناجحة في أوبرا دمشق وموسم أصيلة ومهرجان المدينة بتونس وغيرها.
وسجلت بوحسون ، طالبة الدكتوراه في علم الموسيقى الإثنولوجية بجامعة باريس نانتير، أول ألبوم لها سنة 2009 بعنوان “صوت الحب” من إصدار معهد العالم العربي بباريس حيث تقيم، وأحرزت في السنة ذاتها على جائزة أكاديمية شارل كرو بفرنسا، وسجلت سنة 2014 ألبومها الثاني لدى بودا موزيك بباريس وتميز بأدائها المنفرد على العود ، وفاز أيضا سنة 2015 بالجائزة ذاتها، قبل أن يصدر لها في شتنبر 2016 ألبومها الثالث “صوت الحب” لدى بودا موزيك أيضا.
وإلى جانب مسيرتها المهنية عازفة منفردة، تشتغل بشكل منتظم مع المايسترو الإسباني جوردي سافال وفرقته “إسبيريون 21 ” في إحياء حفلات موسيقية وقي التسجيلات، وقد شاركت سنة 2013 في تسجيل ألبوم “شرق غرب 2- تكريما لسوريا” ، وفي 2016 في تسجيل ألبومي “رامون لول” و”غرانادا” .
وتسهم وعد أبو حسون أيضا إلى جانب جوردي سافال ،نجم الموسيقى العتيقة، في تنفيذ مشروع أوروبا الإبداعي (موسيقى من أجل الحياة والكرامة) لنقل التراث الموسيقي إلى الأجيال القادمة، وتقوم بتنشيط ورشات موسيقية لفائدة الأطفال اللاجئين والمشردين حتى لا ينقطع ارتباطهم بجذورهم الثقافية.
أما إدريس الملومي ، مدير المعهد الموسيقي بأكادير، فقد أصدر بالخصوص أسطوانات “رقصة الروح” سنة 2005 عن بودا موزيك بباريس، و”ثلاثة ميمات” سنة 2008 عن كونتر جور ببلجيكا، و”عين القلب” سنة 2013 عن معهد العالم العربي بباريس ، و”مكان” ببلجيكا سنة 2014 ، وحاز عنها توشيح (برافو) ببلجيكا و(توب تين) ببريطانيا و(فافوري) بإسبانيا و(فاآت تيليراما) لفرنسا.
شارك مع عدد كبير من الأسماء العالمية من أمثال عازف القيثارة الهندي ديباشيش باشاريا في عمله “نغمة”، ومع عازف السكسفون الفرنسي ألبون داخش ب”كوارتيتنو سبعة ” (جاز) الذي صدر بفرنسا، ومع عمر بشير من العراق ، ومارسيل خليفة من لبنان، ومع جوردي سافال الذي عزف معه في أكثر من 13 أسطوانة نالت حوائز عالمية.
أعد الملومي وألف وأسهم في موسيقى للمسرح والأفلام السينمائية ، مثل أفلام “عين النساء” و”مولود بمكان ما” و”البحر الأـبيض المتوسط الطبيعي” مع المايسترو الفرنسي أرمان أمار، وكتب العديد من المقالات والكتابات التخليلية لعالم الموسيقي.
من الجوائز التي حصل عليها الوسام الشرفي لوزارة الثقافة الفرنسية من درجة فارس الفنون والآداب لسنة 2016، وجائزة زرياب المهارات سنة 2011 من المجلس الوطني للموسيقى ، عضو المجلس الدولي للموسيقى التابع لليونسكو، وتوشيح وسام مدينة أكادير لأفضل فنان موسيقي لسنة 2010.