نورة أشهبار وأحداث أمستردام: صدام الهوية وهشاشة التعايش

أشعلت الأحداث والاشتباكات التي شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام بين هولنديين من أصل عربي أغلبيهم مغاربة ومشجعين إسرائيليين، عقب مواجهة رياضية، صدام الهوية والادماج في هذا البلد الأوربي.
وشكل قرار تخلي مغربية اسمها نورة أشهبار عن الكرسي الوزاري في الحكومة الهولندية، أجرأ رد فعل، تجاه تعامل الحكومة مع هذه الأحداث.
أشهبار، التي شغلت منصب كاتبة الدولة المكلفة بالضرائب والجمارك، قدمت استقالتها احتجاجًا على ما وصفته تصاعد الأجواء الاستقطابية والعنصرية في الأوساط السياسية والإدارية بهولندا.
وأوضحت في بيانها أن استقالتها جاءت نتيجة لعدم القدرة على مواصلة العمل في ظل هذه الأجواء، خاصة بعد تعامل الحكومة مع قضايا حساسة مثل الاشتباكات المرتبطة بأحداث أمستردام الأخيرة.
وأثارت استقالتها ردود فعل واسعة داخل وخارج هولندا، حيث اعتبرت خطوة رمزية ضد العنصرية والتحيز السياسي المتزايد في البلاد، وأثارت تساؤلات حول مستقبل السياسات التعاونية داخل الحكومة الهولندية في ظل هذه التحديات.
استياء ضد التمييز
وأعربت أشهبار عن استيائها من التمييز في معالجة الأحداث، حيث انتقدت اعتقال عدد كبير من المهاجرين من أصول مغربية، بينما تم التغاضي عن المخالفات المرتكبة من أطراف أخرى. كما أشارت إلى أن عملها في الحكومة كان بدافع إصلاح أخطاء سابقة مثل فضيحة الإعانات التي أضرت بآلاف العائلات، لكنها وجدت أن التحديات السياسية الراهنة تعيق أي تقدم في هذا الاتجاه.
التحيز الإعلامي للأحداث:
كما انتقدت بعض وسائل الإعلام ما وصفته بالانحياز في التغطية الإعلامية، مشيرة إلى تلاعب بعض القنوات في سرد الأحداث لصالح طرف دون آخر. وأظهرت أحداث أمستردام، هشاشة التعايش بين الجاليات المختلفة في هولندا، وأبرزت الحاجة إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات، بالإضافة إلى ضرورة معالجة القضايا المرتبطة بالتمييز والعنصرية بشكل جاد.
وكانت السلطات الهولندية قد فرضت في أعقاب الأحداث، حظرًا على التظاهرات في بعض مناطق أمستردام، ومنحت الشرطة صلاحيات موسعة للتفتيش والاعتقال. كما أعلنت الشرطة عن تحقيقات مع 45 شخصًا يشتبه في ارتكابهم جرائم عنف مرتبطة بهذه الأحداث.
من هي نورة أشهبار؟
نورا أشهبار قانونية وسياسية هولندية من أصل مغربي، ولدت عام 1982 في مدينة سيدي سليمان بالمغرب، وانتقلت في سن مبكرة إلى هولندا، ودرست القانون في جامعة “لايدن بلاهاي”. وهي اليوم متزوجة ولها طفلان.
بدأت مسيرتها المهنية بالسلك القضائي في مناصب عدة، منها محامية ونائبة قاضٍ ومدعية عامة. وعُرفت بقدرتها على التعامل مع القضايا المعقدة مثل الإرهاب والنصب والاحتيال.
وعام 2024، عُينت وزيرة دولة لشؤون الإعانات والجمارك في حكومة هولندا، لكنها استقالت بعد أشهر من توليها المنصب احتجاجا على تصريحات “عنصرية” من بعض الوزراء في أعقاب مواجهات شهدتها العاصمة أمستردام بين هولنديين من أصل عربي ومشجعين إسرائيليين قدموا لمؤازرة فريق “مكابي تل أبيب” في إحدى مبارياته.
تقول أشهبار في تصريحات سابقة لها، إنها نشأت في بيئة “محرومة”، ورأت كثيرا من الظلم والفقر والانتهاكات وعدم المساواة من حولها.