فاتح ماي … من أجل العمل 8 ساعات في اليوم
شهدت مدينة شيكاغو دعوات إضراب شارك فيها ما بين 350 و400 ألف عامل، وحققت الدعوة نجاحا كبيرا أدت إلى شل الحركة الاقتصادية في المدينة، وخرج العمال للاحتجاج بساحة هايماركت في الرابع من ماي من سنة 1886 للمطالبة بتحديد ساعات العمل تحت شعار “8 ساعات عمل، 8 ساعات نوم، 8 ساعات راحة”، وقتل فيها أزيد من 12 شخصا.
لماذا فاتح ماي؟
تجاوزت مظاهرة “هايماركت” أميركا وبلغ صداها عمال العالم، حيث اعترفت الأممية الاشتراكية خلال مؤتمرها الثاني بعيد العمال، وفي سنة 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من ماي من كل سنة، وجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول.
تمسك الاشتراكيون والشيوعيون الأمريكيون، بإحياء يوم الأول من ماي وتنظيم مظاهرات ومسيرات في شيكاغو ونيويورك وسياتل وغيرها، وفي سنة 1958 اعتبر الكونغرس الأميركي هذا اليوم، يوم وفاء لذكرى “هايماركت”، وأعلن الرئيس الأميركي “أيزنهاور” فاتح ماي يوم إجازة رسمية، وكانت مناسبة للتعبير في تظاهرات ومسيرات عن مواقف تتعلق بقضايا سياسية واجتماعية.
يوم تقييم الإنجازات
يعد الأول من ماي يوم عطلة رسمية في نحو مائة دولة، وتعتبره الحركات والنقابات العمالية فرصة لتدارس أحوال الطبقة العاملة وتقييم إنجازاتها، ورفع مطالبها في مسيرات وتظاهرات عامة، ولا يخلو هذا اليوم من السياسة بالاحتجاج على الحكومات وسياستها الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في الدول التي تشكل فيها النقابات درعا من أدرع الأحزاب السياسية.