..وستبقى الفكرة

جليل طليمات
ما هو أساسي في حملة المقاطعة الجارية كتمرين احتجاجي جديد هو الفكرة في حد ذاتها , فقد تتحول إلى قوة مادية إن وجدت من يحملها ويحتضنها ويؤطرها ويحولها إلى رقابة شعبية على لأسعار والاحتكار , ومن هنا ضرورة الحفاظ عليها وحمايتها من موجة السباب غير المقبول الموجه لهذه المبادرة وللمنخرطين فيها.
إن الانسداد السياسي القائم راهنا ,واستقالة الاحزاب من مهامها التأطيرية والتنظيمية والتعبوية والتفاعلية مع مطالب الشعب الحيوية واقع لابد من استحضاره في أي تحليل وموقف من مختلف الاشكال الاحتجاجية الجماهيرية لتجنب الانزلاق مرة أخرى ,وكما حصل مع حراك الريف في “منطق المؤامرة “, أوالشيطنة للخصوم السياسيين.
إن الفراغ الراهن في المجال السياسي الوطني ,وانهيار مختلف آليات الوساطة هما التحديان الحقيقيان اليوم أمام الجميع : دولة وأحزابا ومجتمعا ,تحديان يفرضان على أعضاء الحكومة الحالية الكثير من النضج , وحسا عاليا من المسؤولية في التعاطي مع الوضع الحالي المفتوح على جميع الاحتمالات بدل تحقيروشتم كل شكل من أشكال الاحتجاج الجماهيري المشروع , والانحياز الفاضح للمتلاعبين بالأسعار ولرموز الاحتكار .
كيفما كان مآل وحصيلة هذه الحملة , فإن الخالد فيها سيبقى : الفكرة ومفعولها في العقول والنفوس كقيمة مضافة للنضال الشعبي ..