اصواتهنشريط الأخبار
تبا لمن ترككم تنهشون لحم بناتنا
كريمة رشدي
قبل أيام قام مول الزريعة بضرب صديقته، وتكسير أنفها لأنه ناوي معاها المعقول، وحين قدمت شكايتها وتم القبض عليه، جاءت والدته من أقصى الجنوب لتحل هذا المشكل فأرسلت مجموعة من النساء للتدخل كي تتنازل صديقة ابنها عن متابعته، وفعلا تجندت عدة نساء لإقناع البنت المعنفة التي كسر مول الزريعة أنفها، وتدخلت بكل الوسائل حتى تنازلت البنت واسرتها عن المتابعة.
وفي كل مرة تتعرض امرأة للعنف، تتدخل مجموعة من النساء كي تتنازل المعنفة عن حقها في المتابعة القضائية، وفي كل واقعة نسمع نفس الكلام:
هو غير راجل انت اللي غادي تشوهي براسك
بقات فينا أمه مسكينة
كون ما جاوبتيهش ما يضربكش
علاش خرجتي بدوك الحوايج؟ … وكل العبارات التي تلقي بالمسؤولية على النساء، وتطبع مع العنف ضد النساء، وتستهين به.
لأن مجتمعنا لا يرى أن تعنيف واغتصاب النساء جريمة، ولأن النساء مقتنعات أن العنف الذي يمارس عليهن شيء طبيعي، ولأن الرجال أيضا مقتنعون أن تعنيف النساء جزء من حقوقهم، بل وأكثر من ذلك هو تأكيد لرجولتهم، لكل هذه الأسباب أصبحنا لا نبالي بسلوك أبنائنا، ونغض الطرف عن سلوكاتهم غير السوية، كما لا نعطي أهمية لتعنيف النساء مهما كان حجمها، هذا التعامل السلبي مع ظاهرة العنف ضد النساء هو من يخرج لنا مثل هذه الوحوش البشرية التي تظهر كل مرة، مثل مجموعة اليافعين الذين استباحوا جسد فتاة الطوبيس، أو فيديو العار الذي تظهر فيه فتاة تتعرض لاعتداء جنسي من طرف وحش آدمي، وآخر يصور الواقعة بكل حقارة.
بناتنا لسن بأمان وعلينا أن نعلمهن كيف يدافعن عن أنفسهن من هؤلاء الوحوش بكل الوسائل المتاحة، يجب عليهن تعلم مواجهة العنف بعنف أكبر منه، ليس تشجيعا للعنف بل لردع هؤلاء الذين يرون في كل الفتيات فريسة سهلة، ولأن بناتنا اصبحن يعشن بين الذئاب، هن لسن بأمان أيضا لأنهن لا يجدن سندا في بنات جنسهن، وهن أول من يدفعهن للتنازل، ولتبخيس العنف الممارس عليهن، ولاتهامهن بأنهن تجاوزن الخطوط الحمراء.
صرخة الفتاة بعبارة حطني فبلاصت أختك لا تبرر
هاشتاغ # واش معندكش أختك#، لأن من يغتصب النساء سواء في الشارع العام أو خلف الأبواب المغلقة، وكيفما كان مستواه، هو لا يحترم لا أمه ولا أخته ولا زوجته، ولا حتى ابنته، هو يعتبر كل النساء اجسادا يمكنه استباحتها، وكلمة اغتصاب وعنف لا توجد في قاموسه.