لماذا منعت فاطمة المرنيسي في معرض القاهرة؟
الناشرة: هذا المنع المتكرر يسائل وضعية حرية التعبير في العالم العربي..

بسمة نسائية/ أخبار/ ثقافة
*عن مجلة زمان
في فعل مفاجئ وغريب، منعت إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة 55، كتاب “الحريم السياسي النبي والنساء” لمؤلفته عالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي بالمعرض الدولي للكتاب بالقاهرة. و تم منع دار نشر مغربية تعرض في رواق منشوراتها من بيع أي نسخة من الكتاب المذكور. ووفق مصادر (الزمان) الدولية تمت إزالة ملصق إعلان الكتاب لمحو كل أثر للكتاب بالجناح.
وفي تصريح لـ (الزمان) الدولية، قالت صفاء والي ناشرة بدار الفنك للنشر المغربية أن كتاب “الحريم السياسي النبي والنساء” كان معروضا بجناح دار النشر الفنك بشكل عادي ووجد إقبالا على مستوى المبيعات من طرف القراء والزائرين للمعرض.. وكانت النسخ أوشكت على النفاد، فتم منعي بيع أي نسخة إضافية”.
وأضافت صفاء والي، التي تتواجد حاليا في القاهرة، أن كتاب “الحريم السياسي النبي والنساء” الصادر عن منشورات الفنك للنشر من ترجمة المغربي الحسين حسبان، وكنت وضعت له مصلق بالجناح المخصص لنا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على أساس التعريف بمنشوراتنا، لكنهم أمرونا بإزالته لمحو أي أثر أن الكتاب كنا نعرضه برفوف الجناح.»
من جهة أخرى، أوضحت صفاء الوالي أن دار الفنك للنشر، تشارك بجناح في إطار الجناح المشترك المخصص للناشرين المغاربة الذي وفرته لهم وزارة الشباب والثقافة والاتصال المغربية، وقالت «كنت صرحت بكتاب فاطمة المرنسي أنه ضمن قائمة الكتب وبها أخذت الاذن للدخول بمنشوراتنا إلى المعرض.. ولكن هم دائما يقومون برقابة بعدية وقبلها الدخول تكون رقابة أولية على الكتاب والعنوان. وأما الرقابة البعدية فيقومون بها إذا شككوا في كتاب أو عنوان.. “وأضافت الناشرة أنهم أخبروها أن كتاب «الحريم السياسي النبي والنساء» لمؤلفته عالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي تم منعه بسبب الإساءة للرسول (ص) .
وتجدر الإشارة أن نفس الكتاب قد منع في معرض الرياض، وقالت صفاء والي لـ (الزمان) الدولية إن «هذا المنع المتكرر يسائل بالضرورة وضعية حرية التعبير في العالم العربي، وتعزز مخاوف من عودة سياسة الرقابة والتضييق على الكتاب الأدبي والفكري بالعالم العربي”،
وفي تصريح لـ (الزمان) الدولية قال الشاعر الدكتور مراد القادري، رئيس مؤسسة بيت الشعر في المغرب:”
لا يمكن لنا في بيت الشعر في المغرب إلا أن نستغرب من هذا القرار، الذي يُعدُّ انتهاكا جسيما لحرية التعبير وتضييقا على الفكر والحق في الرأي، وهي المبادئ التي تكتسبُ قدسيتَها من المواثيق الدولية. من المهم لنا محاورة الفكر والأدب بما يماثلهما وليس بالمنع، ذلك أن الأثر البليغ الذي خلفته العالمة فاطمة المرنيسي لا يمكن إلغاؤه بقرار طائش وعابر، خاصة أن الأحداث أبانت أكثر من مرّة عن حاجتنا لفكر وجرأة فاطمة المرنيسي لمقاومة التخلف والتحجر.
وتابع القادري”: ومن غريب الصدف أن المنع طال كتاب الباحثة فاطمة المرنيسي بمعرض الكتاب بالقاهرة، المدينة التي احتفلت منذ فترة زمنية غير بعيدة، من خلال المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، الذي يقع مقره به، حيث خصص مؤلفا ثمينا حولها، وحول منجزها الثقافي والأدبي والفكري”.