Nadiya Attiya
اتعرف يا ولدي من هو ستيفن هوكينغ ،دعني أخبرك فقد عاهدت نفسي أن اخبرك عن كل العظماء ،انظر يا ولدي الى جسمه النحيف ،كل الاعضاء ماتت الا دماغه وذهنه المتقد ،كل شيء ذبل الا ابتسامته ،انظر اليه يا ولدي كي ترى طاقات الحياة التي لا تموت ما دام العقل يشتغل ،هو مرض نادر يا ولدي وربما ستفهمه اكثر اذا ما اصبحت طبيبا كما تحلم الان ،هو فيزيائي يا ولدي لم يكن يرى في نفسه سوى ذرة في هذا الكون اللامتناهي ،قلت لك مرارا يا ولدي انظر للكون ملء عينيك وافتح له يديك فتأمل في نظرته علك تفهم قصدي ،الكون لا حدود له ،تلك هي الحقيقة التي قضى جزءا من حياته يبرهن عليها ،الغاز كثيرة يا ولدي استطاع ان يفكها ففكر في كل لغز يصادفك بذهن متقذ ..انه يعرف يا ولدي أن الكون لا مركز له ،لا الشمس ولا القمر ولا امنا الارض ،الكل يدور حول الكل وحتى الثقب السوداء يا ولدي قد ينبعث منها النور ،حتى الزمن يا ولدي قد يكون له فهم مختلف عما ندركه ،ولأنه كان يعرف كل هذا فقد كان مختلفا ،رفض ان يتسلم وساما من الملكة واحتج على عدوان امريكا على فيتنام ثم على العراق،وكان يسخر من كل التافهين الذين يظنون انفسهم مالكي الزمان فهو من ادرك معنى الزمان والمكان ،قالوا له انه سيموت بعد عامين فكان الحب زاده ليبقى خمسين عاما وكان العلم وسيلته ليتكلم مع من يحب وكان عقله حافزه الوحيد للبقاء ..سأسر لك يا ولدي اني كلما راقبتك خلسة وانت تشاهد البرامج العلمية بشغف الا وفكرت باحضار صورة له لتضعها في غرفتك ،اليوم يا ولدي سأفعل ومعها كتاب له فقد تكتشف عقله الجبار ،اليوم يا ولدي سافعل لاقول لك لقد غادر عالمنا بعد ان كان درسا كبيرا لكل الاذكياء والاغبياء .
