ليلى السليماني تفوز بجائزة بوزغيبة للفن الساخر
عادت جائزة بوزغيبة الدولية للفن الساخر في نسختها الثالثة عشر، إلى الكاتبة والصحافية ليلى السليماني ، وهي ثاني امرأة تفوز بهذه الجائزة الرمزية، بعد الاسترالية باتريسيا بيسينيني، التي خلقت، منحوتاتها ضجة ، في العالم العربي، حيث امتزجت الأحاديث المتداولة على نطاق واسع ، باللاهوت والشعوذة . وحتى ليلى هي الأخرى تعرضت لسوء الفهم، لأنها حاولت ربط مؤلفاتها بحتمية النضال المجتمعي، لذا جاءت الجائزة في اللحظة المواتية لمساندتها ، وتحفيزها على المضي قدما إلى الأمام ، وكذلك دفاعا عن حقها في التفكير والتعبير والمعتقد .
هكذا يأتي تتويجها ب ” الطروفي 2017”، ليكرس مسارا راهن على تضاد الأفكار، في وضوح تام للرؤية والعزيمة ، في عالم صار فيه الكتاب والشعراء صم بكم كالدمى الخزفية والكراكيز الورقية . سيضاف اسمها إلى لائحة المتوجين التي تضم مبدعين من العيار الرفيع ، كالمسرحي العبقري بيتر بروك، الفائز بدورة 2016 و إينيو موريكوني (مؤلف موسيقى الأفلام، الحائز على بوزغيبة 2015) و بلانتو (رسام كاريكاتير، بوزغيبة 2014) وثيو جانسن ، والعربي الصبان . ليكن إذن هذا التميز المستحق تأشيرة مرور لمزيد من العطاء و التألق والإبداع المؤثر والمتواصل.
ازدادت ليلى في الرباط سنة 1981 من أب مغربي وأم فرنسية . ذهبت إلى باريس لاستكمال دراستها في شعبة العلوم السياسية . نشرت أول قصة روائية ” في حديقة الغول ”، في سنة 2014 ، كما استطاعت في ظرف وجيز أن تفرض اسمها، في الأوساط الأدبية والإعلامية الباريسية .
وقد انطلقت جائزة بوزغيبة للفكاهة سنة 2005، وتم إحداثها من طرف الفنان التشكيلي والكاتب والناقد السينمائي رزاق عبدالرزاق، لتتويج القدرات الفردية أو الجماعية التي تتميز بجودة عطائها في مجال فنون الضحك والترفيه، وتشجع كل أشكال التعبير الفني الساخر في المغرب وخارجه، وهي عبارة عن لوحة فنية تحمل توقيع مبدع شخصية بوزغيبة الهزلية .