انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

أرامل أفغانستان يعيشن في مدينة خاصة بهن

هربا من المهانة والعنف..

خصصت قناة فرانس 24 هذا الصباح، برنامجها “هي الحدث” للمرأة الأفغانية، ونقلت ضمن هذا الخاص، روبورتاجا عن قرية توجد على بعد 15 كيلومترا عن جنوب شرق العاصمة الأفغانية كابول، يغيب عنها الرجال وتسكنها النساء فقط.

وقد شكلت نساء أرامل هذا التجمع السكني،  نهاية التسعينات من القرن الماضي، هربا من المهانة والعنف. ولا يزال هذا التجمع قائما إلى الآن، ويعرف بـ”زن آباد”، أي مدينة النساء، رغم أنه يعدّ من الضواحي للعاصمة الأفغانية.

في هذه المدينة الخالية من الرجال قصص عديدة تحكي مأساة المرأة الأفغانية التي تفقد زوجها، حتى إن الكثيرات من هذه الأرامل يجدن عزاءهن وسلواهن الضئيل في حياتهن على هذا التل غير الملائم للحياة الآدمية، بل إن البعض منهن صرن يفضلن الموت على أن تصبح أرملة في مجتمع لا يوفر أبسط مقومات الحياة الكريمة لمن مات زوجها في ظل تخصيص الدعم الحكومي لمن مات زوجها في الحرب فقط.

ونظرا لأن المجتمع يحظر على الأرامل الاختلاط والعمل خارج البيت، فقد وجدت تلك الأرامل في مدينتهن الجديدة مناخا ملائما للعمل وتبادل المنافع والخدمات، رغم أن السكن الجديد لم يقدم لهن الكثير، حيث يعانين الفقر، إلا أنهن يعشن جوا مفعما بالأخوة بينهن في مجتمع يأبى أن يرحمهن.

وتضم أفغانستان إحدى أعلى النسب من الأرامل في العالم مقارنة بمجموع سكانها حوالي 70 ألف أرملة، وذلك بسبب النزاعات المسلحة التي مزقت البلاد خلال أكثر من عقدين من الزمن.

تقول ديبورا زاليسني، في تقرير لجريدة “العرب” وهي أستاذة قانون في جامعة سيتي بنيويورك إن “متوسط عمر الأرملة في أفغانستان لا يتعدى 35 عاما، 94 بالمائة منهن لا يستطعن القراءة ولا الكتابة.

وتضيف أن “حوالي 90 بالمائة من الأرامل الأفغانيات يعلن أطفالهن”، وأن “لدى كل واحدة منهن 4 أطفال في المعدل”.

وتقول ديبورا إن “الأرامل أكثر عرضة للمشاكل العاطفية والصعوبات النفسية من النساء المتزوجات أو الرجال، بسبب التهميش الاجتماعي والزيجات الإجبارية وانتشار العنف ضد النساء وانعدام الفرص الاقتصادية والتعليمية”.

لا عزاء للأرامل

قدمت الأرملة أنيسة قدمت إلى التل عام 2001 بعد سقوط حركة طالبان، وقد قتل زوجها الجندي خلال سنوات الحرب الأهلية قبل ذلك.

وتقول أنيسة بكل حسرة “أعادت والدتي بناء مسكنها 8 أو 9 مرات. وفي نهاية المطاف، اضطرت لدفع المال كي تترك وشأنها”

في هذا المجتمع المكون من الأرامل، يعقد اجتماعات من وقت لآخر، حيث تتعاون النساء ولو بشكل غير رسمي، ومع ذلك، فإن هذا التل لا يقدم إلا القليل من الأمان، حيث توجد محاولات مستميتة من قبل السلطات للحد من بناء المساكن غير القانونية.

وأصبح هذا التجمع النسائي فريدا من نوعه في أفغانستان، أتاح للمرأة أن تتحرر نسبيا من مجتمع تعتبر فيه ملكا لوالدها قبل أن تصبح ملكا لزوجها.

 

في المجتمع الأفغاني، تصبح الخيارات أمام الأرملة التي لا تجد من يعولها بعد موت زوجها نادرة وشحيحة، في ظل عدم توفير الحكومة أو حتى الجهات المانحة شبكة أمان لهؤلاء الأرامل، اللاتي انقطع دخلهن بوفاة أرباب أسرهن.

ولكي تستعيد الأرملة مركزها الاجتماعي، يتوقع منها أن تتزوج أحد أقارب زوجها، كرهاً في بعض الأحيان. وبالنسبة إلى العديد من الأرامل، لا يكون فقدان الزوج سوى الصدمة الأولى في محنتها الطويلة الأمد لتتوالى الصدمات مع صعوبة إيجاد العمل والسكن، فكانت مدينة “زن آباد” ملجأهن الوحيد.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا