“الزي المغربي هوية وتنمية”..
شعار المناظرة الوطنية حول الزي التقليدي.. وقانون في الأفق لفائدة الصناع..
في فضاء جميل، أثتته منتوجات عارضون وعارضات أتوا من مختلف جهات المملكة، للمشاركة في الدورة الرابعة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، نظمت أمس الأربعاء 27 دجنبر الجاري، مناظرة وطنية هي الأولى من نوعها حول الزي التقليدي، تحت شعار:
” الزي المغربي هوية وتنمية”.
ويأتي تخصيص مناظرة خاصة بالزي المغربي الأصيل، باعتباره ذاكرة تاريخية وحضارية جعلت منه أداة لتفسير الأحداث التاريخية أو للتعبير عن مميزات بعض المناطق الجغرافية وكلها إشارات جعلت الصانع التقليدي يستعملها من أجل إبلاغ رسالة تتضمن تعبيرا عن الهوية والثقافة أو الانتماء المحلي. وأيضا بالنظر للمكانة التي يحتلها ضمن باقي الأنشطة الحرفية الأخرى، إذ أنه وكما -أوضحت جميلة المصلي، الوزيرة المكلفة بالقطاع- يحتل المركز الثاني من حيث الصادرات، بحوالي 16 في المائة من مجموع صادرات الصناعة التقليدية. مع التذكير بان قطاع الصناعة التقليدية ككل يشغل 20 في المائة من اليد العاملة وهو ما يعني أي اكثر من 2 مليون شخص، و70 في المائة من ساكنة المدن العتيقة تعيش من هذا القطاع.
وأبرزت الوزيرة أن “عبور الزي المغربي إلى ما وراء الحدود الوطنية وشهرته العالمية، جاء كنتيجة للجهود التي تبذلها صانعاتنا وصناعنا التقليديون من حيث تطوير إبداعاتهم وتحسين جودة منتجاتهم، وتفاعلهم مع البرامج والأوراش التأهيلية التي تخصصها الوزارة، والتي تسعى من خلالها إلى الاستجابة لضرورات الملائمة مع العصر ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون المس بجوهر ما هو تراثي وهوياتي الذي يختزنه الزي التقليدي من خلال التشبث بكل ما هو أصيل. وقالت بالمناسبة، إن الزي التقليدي المغربي يمثل مصدر عيش لآلاف المغاربة، إن على مستوى الوسط الحضري، أو القروي يحتل مكانة مهمة ضمن باقي الأنشطة الحرفية، التي يزخر بها قطاع الصناعة التقليدية.. من عبور الزي المغربي لما وراء الحدود الوطنية، وشهرته العالمية، حسب قولها.
من جانبه، قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن اللباس المغربي التقليدي كاد يموت لولا ملوك المغرب، مشددا على أن اللباس ركن أساسي في الهوية، والقيم الدينية.
وأضاف التوفيق:” ملوكنا حافظوا على الأمر، وهم الذين يعدلون المسير في كل وقت، والحسن الثاني في بداية الستينيات، بعدما خرج المغاربة لتوهم من الاستعمار، حرص على أن لا تضيع المعالم الثقافية للبلد، واهتم بالجلباب المغربي، ومن ثمة انتعشت هذه الصناعة بعدما كادت تموت، وكان الصناع في أزمة كبرى، لاسيما في مجالي الخياطة والفصالة. وهو ما أشارت إليه، في كلمتها كاتبة الدولة، حين أشارت إلى إن الزي التقليدي، مرآة تعكس الهوية الثقافية والحضارية بكل تلاوينها ومميزاتها الجغرافية والإثنية ومصدر إشعاع للملكة المغربية، قد حظي بمكانة خاصة لدى السلاطين والملوك العلويين الذين أعطوا زخما كبيرا لهذا الموروث من خلال اهتمامهم وحرصهم على ارتدائه في جميع المناسبات الرسمية.
قانون في الأفق لفائدة الصناع التقليديين..
وأبرز وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، محمد ساجد، في كلمته، أنّ مجال الزي التقليدي المغربي يتمتع بمؤهلات هامة من حيث استقطاب فئة متميزة من الطلبات والاستجابة لها بشكل سريع كمّاً ونوعا، نظرا لميزة التعامل المباشر مع الزبون وقدرة الصانع والصانعة على تحقيق الطلب وفق حاجيات هذا الزبون.
ونوّه ساجد بالمجهودات التي يبذلها الصانع التقليدي في تجديد الزي التقليدي، مبرزا في هذا الصدد انكباب وزارته على إخراج قانون منظم للصناعات الحرفية، من أجل تحسين وضعية وظروف اشتغال الحرفيين العاملين في قطاع الصناعة التقليدية، يسعى إلى تذليل العقبات التي يواجهها الصناع التقليديون.
وللإشارة، فقد جاءت هذه المناظرة، في إطار الأنشطة المبرمجة على هامش فعاليات الدورة الرابعة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من قبل وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي.
الدورة الرابعة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، افتتح يوم 22 من دجنبر الجاري وسيمتد إلى 31 أي مع متم الشهر والسنة أيضا.وقد شارك فيها 1300 عارض وعارضة يمثلون جميع جهات المملكة، وقد فاقت نسبة مشاركة النساء في هذا العرض 50 في المائة.