حصيلة سنة – سنة “الحصلة”
2017 سنة موت أسطورة ” الشبعة “.
أسطورة المغاربة لا يموتون جوعاً تبخرت مع فاجعة الصويرة. شهيدات القفة الملعونة لم يسلمن من انتقاد وزيرة المرأة وخلفها جيش عرمرم ممن يجدون الأعذار لواقع مر يدفع بنسائنا للتدافع من أجل كيس من الدقيق و قنينة زيت.
نسينا فجأة تدافع برلمانينا من أجل كمشة “حلويات باللوز من إعداد رشيدة أمهاوش ” إبان افتتاح كل دورة تشريعية وصرنا نلوم قرويات أعماهن الجوع والفقر.
نحن شعب لا يحاسب سياستنا العمومية. نحاسب فقراءنا بشدة ونقبل أيادي من يفقرنا بشدة أكبر.
2017 سنة اعتقال شباب الريف.
عندما طحن بائع سمك ريفي داخل شاحنة أزبال، أزيح عن أعيننا غطاء المشاريع المهيكلة والأوراش الكبرى والبنيات التحتية.
خرج سكان الريف في مسيرات حاشدة وصرخوا بصوت واحد عزلة منطقتهم و فساد سياسيين و أطر الدولة الذي ينخر عظامهم ويشرب من دماء ريفهم لتسمين حسابات بنكية و تزيين فيلات فاخرة في طريق زعير.
نظم أهل الحسيمة المسيرات و خلق الحراك ابطاله. فثارت الدولة واعتقلت الأبطال ورمتهم في سجون مع المجرمين وقطاع الطرق و المغتصبين و باعة الكحول الرخيص.
ثم انتظر المغاربة ليلة عيدهم خطاب ملك وصار كل أملهم عفواً سامياً عن أحرار وطنهم. جاء الخطاب و شمل عفوه المجرمين وقطاع الطرق و المغتصبين و باعة الكحول الرخيص لكنه استثنى ابطال الريف.
2017 سنة حل البلوكاج.
في ابريل، تخلى المخزن عن رئيس حكومة منتخب وعوضه بزميل له في الحزب. ثم تخلى أبناء الحزب عن قائدهم وانتخبوا الزميل قائداً جديدا لهم.
خرج بنكيران من لعبة السياسة صغيراً و تفرغ للصلاة وشراء السراويل الواسعة من أبواب المساجد.
غضب القصر فعاقب وزراء الذل. أقال من أقال ووبخ من وبخ.
ثم علت همة “رجل المحروقات” وصار زعيماً لحزب التقنوقراط و جعل كرسيه قريباً من عرش علوي في جميع المناسبات.
2017 سنة التخرميز.
أتحفتنا صحافتنا بخرمزات إعلامية ونقرنا كقطيع من النعاج لنشاهد قبل الحذف. ولم يحذف شيء كما وعدتنا العناوين…
أتحفنا صديقنا الصغير القديم إلينا من قريته الصغيرة بخرمزاته الفيسبوكية وتصدرت غرامياته صفحات الجرائد…
اتحفنا اعلاميونا بحوارات ساخنة وصفوا فيها السيدة عائشة الشنا بالمومس و تهكموا فيها على المثليين والراقصات…
أتحفنا طلبة الهندسة والمدارس الكبرى بمحاضرات تاريخية و استقبلوا تجار الدين ليخرمزوا عن الإعجاز العلمي في بول نملة سليمان…
أتحفنا فنانة العرب نور بأغنية شاركتها بطولتها سحلية مسكينة ولبنى أبيضار خرمزت هي الأخرى أغنية ملتزمة ثورية…
خرمزنا جميعنا كشعب وسنستقبل سنة جديدة نخرمز فيها أكثر.
فلتكن سنتنا المقبلة سنة سعيدة…
ولتفرح أمهات الريف بحرية ابنائهم…
و ليعد زميلنا المهداوي لحضن أسرته…
و لتكن أقلام صحفيينا كمشرط الجراح…
وليتركنا تجار الدين نعبد ربنا في سلام…
وليصعد فريقنا الوطني للدور الثاني من كأس العالم…
وليسامحنا رب عادل إن نسينا أو أخطأنا…
وليسامح أكثر من باعنا وهم التحكم يختنق.