انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
فيديونساء ملهمات

هدى… مصممة تُطرّز هويةٌ بالخيطين الفلسطيني والمغربي

بسمة نسائية/ عزيزة حلاق

صور: بلميلود

توضيب الفيديو: جمال الحزازي

في يوم التراث الفلسطيني الذي احتضنه أمس مسرح علال الفاسي بالرباط، بحضور سفير دولة فلسطين بالمغرب جمال الشوبكي، لم يكن عرض الأزياء الذي قدمته المصممة هدى مجرّد فقرة فنية ضمن برنامج الاحتفال، بل كان جسرًا بين وطنين، بين ذاكرةٍ تنبض في القلب وواقعٍ يفيض بالمحبة.

فهدى، الفلسطينية مسقطًا والروح، والمغربية الهوى والوجدان، قدّمت عرضًا مدهشًا جمع بين الهوية الفلسطينية والذوق المغربي في لوحةٍ واحدة، كأن القماش والطرز والكوفية الفلسطينية تحوّلت إلى لغةٍ للحوار بين حضارتين تتقاطعان في عشق الجمال والمقاومة

الأثواب المطرّزة بخيوطٍ حمراء وسوداء أعادت الحكاية الفلسطينية إلى المنصّات المغربية، لكنها جاءت هذه المرة بنَفَسٍ مغربيّ دافئ يشبه مدن المغرب القديمة في ألوانها وملمسها.

هدى قالت بخيط وإبرة ما لم تقله الكلمات: يمكن للهوية أن تتّسع، وللانتماء أن يكون جسرًا لا جدارًا.

وكانت المفاجأة التي لامست القلوب، ظهور ابنها المصمم الصغير ريان، الذي دخل بدوره عالم التصميم مستلهمًا من والدته حبّ الإبرة وحسّ الانتماء المزدوج الذي يجري في دمه. فهو ابن أبٍ مغربي وأمٍ فلسطينية، يحمل في شخصه وحدة الجمال والهوية، ويؤمن بأن الحفاظ على التراث وصية الآباء للأبناء

هدى لا تصمّم الأزياء فحسب، بل تحيك الذاكرة. كل قطعة من مجموعتها تحكي قصة امرأةٍ تصمد وأخرى تُحب، وحين تسير العارضات بثيابها، كأنّهن يمشين في طريقٍ من الحرير نحو المستقبل بخطى من جذورٍ لا تُنسى.

ليست هدى مجرد مصممة، بل سفيرة الجمال الفلسطيني بنكهة مغربية، تزرع في الأقمشة رسالةً لا تبهت: أن الهوية الحقيقية لا تُختزل في الجغرافيا، بل تُصاغ بالحب وتُخاط بالإبداع.

ومن خلال ريان، نقلت الشعلة إلى جيلٍ يرى في فلسطين والمغرب نسيجًا واحدًا من الانتماء والكرامة.

لقد أصبحت هدى اليوم وجهًا ثقافيًا لافتًا داخل الجالية الفلسطينية بالمغرب، تنسج بخيوطها جسور التواصل بين الشعبين، وتُذكّر بأن الفنّ يمكن أن يكون مقاومة من نوعٍ آخر، مقاومة تحفظ التراث والذاكرة، وتُعيد للهوية ألقها، وللقضية وجهها الإنساني المشرق.

ففي كل عرض تقدّمه، تُثبت أن التراث حين يمرّ من يد امرأةٍ مؤمنة بهويته وجماله وتفرده، يتحوّل إلى رسالة حياة لا تموت.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا