انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
نساء خالدات

 رواية واحدة وخلود أبدي

 كاتبات رحلن بعد رواية واحدة وحققن شهرة عالمية

لم تكن الشهرة الأدبية يومًا مرتبطة بغزارة الإنتاج، فالتاريخ الأدبي زاخر بأسماءٍ سطعت بعملٍ يتيم، لكنه كان كافيًا ليخلّد صاحباته في ذاكرة القرّاء. هناك كاتبات اكتفين برواية واحدة، غير أنّ هذه الرواية كانت بمثابة بطاقة عبور إلى الخلود، تجاوزت بها صاحبتها حدود الزمان والمكان، فيما عجز آخرون، رغم كثرة مؤلفاتهم، عن بلوغ صدى مماثل.

في ما يلي نستعرض بعض أبرز هؤلاء الكاتبات اللواتي أثبتن أن الخلود قد يتحقق بعمل واحد، شرط أن يكون صادقًا، عميقًا، ومؤثرًا.

رواية واحدة تكفي

سيلفيا بلاث

ولدت سيلفيا بلاث في بوسطن الأمريكية في 27 أكتوبر 1932، وتركزت شهرتها على روايتها الوحيدة “الناقوس الزجاجي”، وهي حكاية شبه ذاتية لفتاة جامعية تعمل في مجلة بنيويورك وتواجه انهيارًا نفسيًا حادًا. عند نشر الرواية، احتلت فورًا قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، إلا أن حياتها انتهت مأساويًا بعد شهر واحد فقط، حيث انتحرت في 11 فبراير 1963 في مطبخ منزلها، مخنوقة بغاز أول أكسيد الكربون.

مارجريت ميتشل

تعد مارجريت ميتشل واحدة من أشهر الروائيات العالميات، رغم أن لها رواية واحدة فقط هي “ذهب مع الريح” التي حققت نجاحًا هائلًا. ولدت في عام 1900، وقد بدأت الكتابة بسبب مرض أبقاها طريحة الفراش، لتجد في الرواية متنفسًا للهروب من حياة الركود والملل. استغرقت كتابة الرواية بين 1930 و1936، واعتمدت على دراسة موسعة للتاريخ والمجتمع الأمريكي.

عند صدورها، اعتُبرت الرواية حدثًا أدبيًا مهمًا، وبيعت أكثر من مليون نسخة خلال ستة أشهر، وفازت بجائزة بوليتزر عام 1937. أُنتج عنها فيلم سينمائي بنفس الاسم عام 1939، وحقق أعلى الإيرادات في تاريخ هوليوود وقتها، إضافة إلى حصوله على العديد من الجوائز. تدور الرواية حول “سكارليت أوهارا”، الفتاة التي تدمّرها أحداث الحرب الأهلية الأمريكية وحبها المعقد لرجل أحبها بعمق، وتبرز الرواية صورًا حية للمجتمع الأمريكي ولولاية جورجيا خصوصًا.

رحلت مارجريت ميتشل عن عمر يناهز 48 عامًا بعد أن صدمتها سيارة أثناء ذهابها للسينما.

إميلي برونتي

ولدت إميلي برونتي في 30 يوليو 1818 في يوركشاير الإنجليزية، وعاشت مع والدها القس وأشقائها تشارلوت وآن، اللاتي كن يكتبن ويُنشرن أعمالهن تحت أسماء مستعارة. كتبت إميلي روايتها الوحيدة “مرتفعات وذرينغ” (Wuthering Heights) عام 1847 تحت الاسم المستعار إليس بيل، وحققت نجاحًا كبيرًا قبل أن تتوفى عام 1848.

تتناول الرواية حياة عائلتين، The Earnshaws وThe Lintons، على مدار جيلين، وتتمحور الأحداث حول اليتيم “هيثكليف” الذي يتبناه عائلة Earnshaw، ويصبح محور الصراع بين الحب والانتقام بسبب تعلقه بكاثرين وما يظنه رفضًا من جانبها. تحولت الرواية إلى فيلم عام 1939 من إخراج “ويليام وايلر”، وأعيد إنتاج فيلم آخر بنفس الاسم عام 2011 من إخراج “أندريا أرنولد”.

رغم أن رصيد هؤلاء الكاتبات اقتصر على عمل روائي واحد، فإن أثره كان عميقًا وممتدًا، تاركًا بصمة لا تُمحى في سجل الأدب العالمي. حيواتهن المليئة بالتحديات والصراعات تذكرنا بأن الإبداع لا يُقاس بعدد المؤلفات، بل بصدق التجربة وعمق الرسالة وقوة التعبير. ما يبدو نقمة قد يتحول إلى نعمة، وما تبدو حياة قصيرة قد تُخلّد بصدى الكلمات، لتظل هؤلاء الكاتبات حاضرات خالدات، في ذاكرة القرّاء إلى الأبد.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا