انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
حديث بسمة

في حضرة الوداع:كرسيدا وجوبز يكتبان معنى الغنى الحقيقي

 من أسرّة المرض، تكشّفت الحقائق وسقطت الأقنعة: لا المال، ولا الشهرة، فقط الصحة والصدق والإيمان.

في لحظة ما، تتوقف العقارب، لا لأن الزمن انتهى، بل لأننا نكتشف أن كل ما سعينا خلفه لم يكن سوى سراب.

هكذا أرادت كرسيدا رودريغيز، المصممة والمؤلفة العالمية و الممثلة، أن تترك أثرها. ليس عبر عروض أزياء أو كتب مترفة، بل من سرير مستشفى، وبكلمات صادقة مجرّدة من أي روتوشات.

قبل أن يختطفها السرطان في الأربعين من عمرها، كتبت كرسيدا وصيتها الإنسانية:

“كنت أملك كل شيء… سيارات فاخرة، خزانة عامرة، حسابات مصرفية، منزلاً كالقصر، طائرة خاصة…

اليوم أتنقل على كرسي متحرك، ملفوفة بغطاء المستشفى، أتناول حبّتين فقط، وأتوسل بعض القطرات من الماء.

لا شيء من ذلك الرفاه يمنحني راحة.

امتلكوا الصحة، الطيبة، الإيمان، وأحبة يحيطونكم… فذلك وحده الغنى الحقيقي.”

لم تكن كلمات شكوى، بل ومضة وعي. تذكّرنا أن الحياة ليست ماركة مسجلة، ولا رقمًا في كشف الحساب. وأن ما نحتاجه حقًا ليس في المتاجر، بل في التفاصيل البسيطة: وجبة دافئة، حضن، ابتسامة صادقة، وطمأنينة لا تُشترى.

رسائل كرسيدا تعانق رسائل رجل آخر وقف على حافة الرحيل: ستيف جوبز.

ذاك الذي صنع ثورة تكنولوجية، وامتلك ثروة تتجاوز سبع مليارات دولار، أنهى حياته بعبارة تقطع أوتار الغرور:

“الثروة أصبحت مجرد رقم… حياتي بدت ناجحة، لكنها بلا فرح حقيقي.”

كان بإمكانه أن يوظف الآلاف، لكنه لم يستطع توظيف من يحارب عنه المرض.

كان يستطيع أن يبتكر أجهزة مذهلة، لكنه عجز عن إصلاح كينونته الداخلية.

لم تفده قوته، ولا نفوذه، ولا ذكاؤه… فقط الألم كان رفيقه الأخير.

في تلك اللحظة، أعاد جوبز تعريف “الثروة” فقال:

“السعادة الحقيقية أن يكون لك هدف نبيل، وأن تُسعد غيرك… تلك هي الثروة الحقيقية.”

لقد قالها وهو يعرف أن لا أحد يأخذ معه شيئًا حين يرحل، سوى ذكر طيب وأثر جميل.

من كرسيدا إلى جوبز، تتكرر الرسالة بوجوه مختلفة:

لا تؤجل سعادتك. لا تبع وقتك مقابل أشياء لا معنى لها.

الحياة لا تُقاس بما تملكه، بل بمن تكونه.

والنهاية لا تُكتب بما حققته من أرباح، بل بما زرعته من خير.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا