برافو لطيفة أحرار:قيادة تُحيي ليزاداك بروح جديدة

بسمة نسائية/ عزيزة حلاق
صور بعدسة: زليخة
من الكلمة الترحيبية لمديرة المعهد لطيفة أحرار:
يعرف المعهد في هذه السنوات مشروعا طموحا، يهدف لتثمين
منهجيته في التكوين والتدريس، وتميزه في التحصيل
الأكاديمي، باعتباره مؤسسة للتعليم العالي وصرحا بارزا في
مجالات تكوين الاطر الفنية والعلمية المهتمة بقضايا المسرح والثقافة والفكر والفنون.
منذ توليها مسؤولية إدارة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، المعروف اختصارًا بـ “ليزاداك”، لم تتعامل لطيفة أحرار مع دورها بوصفه مجرد منصب إداري، بل جعلت منه مشروعًا فنيًا وأكاديميًا متكاملًا. وكانت رؤيتها واضحة: لا يمكن أن يزدهر المعهد دون بيئة تشاركية تجمع بين الأساتذة، الطلاب، والإداريين بروح واحدة، إلى جانب شركاء آخرين.
على الصعيد الداخلي، نجحت لطيفة أحرار في خلق حالة من التفاهم الضمني، حيث يشعر كل فرد داخل المؤسسة بأنه جزء أساسي من عملية إبداعية كبرى، وليس مجرد عنصر مكمل لها. وقد تجلّى هذا النجاح في احتفالية اليوم بمناسبة تخرج الفوج 34 من المعهد، الذي لم يكن مجرد حدث احتفالي بروتوكولي، بل كان لحظة فارقة احتفاءً بالتميز والإبداع، وشهادة على روح الانفتاح والحرية والعفوية والحب التي تميزت بها العلاقة بين الإدارة، الأساتذة، والطلبة. هذه الروح هي سر التواطؤ الجميل الذي جمع جميع الأطراف داخل “ليزاداك”، المؤسسة التي أصبحت، بالنسبة لهم جميعًا، بمثابة “الدار الكبيرة”.
في هذا السياق، نجحت لطيفة أحرار كمديرة من طراز فريد، حيث استطاعت أن تترك بصمتها الخاصة من خلال روحها الفنية العالية، وحسها المهني الاحترافي، وتمكنها الأكاديمي. وقربها المستمر من الطلبة جعلها قادرة على تشكيل جيل جديد من المبدعين، يواصلون مسيرتهم بثقة وإبداع.
*إبداع متكامل في حفل تخرج الفوج 34
لم يكن حفل التخرج لهذا العام، مجرد مناسبة للاحتفال بالإنجاز، بل كان فرصة لإبراز المواهب والطاقات التي تشكلت وصقلت خلال سنوات الدراسة. ما ميز الحفل هو التنوع الفريد في الأداء، حيث لم يقتصر على عروض ولوحات فنية متنوعة، بل شملت لحظات موسيقية أضفت لمسة سحرية، وفقرات غنائية عبرت عن الحس الفني العميق لدى الطلبة. أما عنصر التنشيط، فقد لعب دورًا حيويًا في ربط الفقرات ببعضها، مفعمًا الحفل بالحيوية وجاعلًا الجمهور من طلبة وأصدقاء وعائلات الخريجين في تفاعل مستمر طوال الحفل.
25 طالبًا في مجموع خريجي الفوج 34 لليزداك
بلغ عدد الخريجين لهذا الموسم الدراسي 25 طالبًا وطالبة، حيث توزعوا بين 13 خريجًا في شعبة التشخيص، و3 في شعبة السينوغرافيا، بينما كان نصيب شعبة التنشيط 9 خريجين وخريجات.
ومن أبرز الملاحظات التي أثارت الانتباه تحقيق المناصفة في عدد المتوجين بين الإناث والذكور، وهو ما سعت لطيفة أحرار إلى تحقيقه منذ توليها مسؤولية إدارة هذه المؤسسة في ديسمبر 2022. فالمجال المسرحي والثقافي عموما بالنسبة للسيدة المديرة، مبني على الانفتاح والانطلاق من الذات إلى العالم. وهو ما يدخل في اعتبارها كعضوة في المكتب التنفيذي للمعهد الدولي للمسرح، المنضوي تحت لواء منظمة اليونيسكو.
مشاريع أكاديمية جديدة في الطريق
خبر سار أعلنته لطيفة أحرار في هذه الليلة، يتعلق بمشاريع جديدة قيد التنفيذ والتي سترى النور قريبًا. فقد أفادت عن تقدم مشروع ماستر في الإخراج والدراماتورجيا، إلى جانب مشروع ماستر الكتابة الدرامية، مشيرة إلى أن الأمور تسير بشكل جيد على صعيد المساطر القانونية. كما أكدت أن المعهد سيتوفر قريبًا على مختبرات علمية خاصة، مما سيسهم في تعزيز الجهود البحثية والإبداعية لخبراتنا الأكاديمية.
وفي هذا السياق، أضافت أن مشروع مجلة “رؤى مسرح” يسير في الاتجاه الصحيح، حيث ستكون المجلة منبراً علمياً متخصصاً في إثراء أبحاث المسرح وفقاً لأعلى معايير البحث العالمية.”
خاتمة
إن نجاح هذا الحفل لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة اجتهاد الطلبة وتوجيهات أساتذتهم، وخاصة إشراف المديرة التي سعت إلى تحقيق التميز الفني في كل جانب من جوانب الحفل. فتحية لها، ولجميع من ساهم في إنجاح هذه الليلة الإبداعية، التي لم تكن مجرد حفل تخرج، بل كانت عرضًا فنيًا يليق بمستقبل واعد لهؤلاء الخريجين والخريجات، التي خاطبتهم مديرتهم بالقول:
“نحتفل اليوم بتخرج الفوج 34، وحنا “ماسخيناش بيهم”، فرغم
اننا نودعهم في المعهد، فإننا نستقبلهم في المجال الاحترافي،
ونواكبهم في مشاريعهم الفنية والابداعية بعد التخرج قدر
الامكان، وهذا من صلب المقاربة البيداغوجية التي بني عليها
التكوين الفني المعهد”.
فحظ سعيد لجميع الخريجين والخريجات في مسيرتهم المستقبلية، متمنين لهم مستقبلا مشرقا يحمل لهم الفرص والإنجازات التي يستحقونها. وبرافو للسيدة المديرة لطيفة أحرار.