ما حقيقة علاج السرطان الذي تحدث عنه ميل جيبسون؟

أثار النجم العالمي ميل جيبسون جدلًا واسعًا مؤخرًا، بعد تصريحاته حول استخدام أدوية الطفيليات البسيطة وغير المكلفة، مثل الإيفرمكتين والفينبيندازول، في علاج السرطان.
فخلال حواره مع مقدم البرامج جو روجان، ذكر جيبسون أن ثلاثة من أصدقائه شُفوا من السرطان باستخدام هذه الأدوية.
انتشرت هذه التصريحات بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار تساؤلات حول مدى صحة هذه الادعاءات وفعالية تلك الأدوية في مكافحة السرطان. وازداد الاهتمام بالموضوع نظرًا لأن هذه الأدوية ميسورة التكلفة مقارنة بالبروتوكولات العلاجية المعتمدة حاليًا، التي يعجز العديد من المرضى عن تحمل تكاليفها.
لكن يبقى السؤال المطروح: ما رأي الجهات الصحية المختصة في هذه التصريحات؟
أدوية مضادة للأورام؟
أشارت الدراسات الأولية إلى أن “الإيفرمكتين” قد يمتلك خصائص مضادة للأورام عند دمجه مع علاجات أخرى. إذ يُعتقد أنه يساعد في تقليص الأورام ويُثبط نمو بعض الخلايا السرطانية. غير أن هذه النتائج تعتمد بشكل كبير على تجارب مخبرية ونماذج حيوانية، وفقًا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
أما “الفينبيندازول”، فقد أظهرت الأبحاث أنه قد يثبط نمو الخلايا السرطانية وانتشارها عن طريق تعطيل تكوين الأنيبيبات الدقيقة وتقليل امتصاص الغلوكوز في الخلايا السرطانية.
وعلى الرغم من أن هذه الأدوية المضادة للطفيليات تحمل إمكانيات مثيرة للاهتمام في مجال علم الأورام، فإنها لا تزال بعيدة عن أن تُعتبر علاجات موثوقة للسرطان.
المعهد القومي للأورام يوضح الحقائق
في بيان نشرته بعض الصحف العربية، أوضح المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة حقيقة ما تم تداوله بخصوص تصريحات النجم ميل جيبسون.
وأشار البيان إلى أن أدوية الطفيليات، مثل “الإيفرمكتين والفينبيندازول”، تُستخدم منذ سبعينيات القرن الماضي في علاج المرضى المصابين بالطفيليات والديدان.
وأضاف أن بعض الدراسات المعملية، أظهرت تأثير هذه الأدوية على الخلايا السرطانية المزروعة مخبريًا خارج الجسم، من خلال إيقاف تكاثرها وتقليل مقاومتها للعلاج الكيميائي، إضافة إلى التأثير على البيئة المحيطة بالخلايا السرطانية.
ومؤخرًا، أظهرت دراسات أولية محدودة، شملت أعدادًا صغيرة من المرضى، أن هذه الأدوية قد تُعزز تأثير العلاج الكيميائي على بعض أنواع الأورام.
نتائج أولية وليست معتمدة
أكد البيان أن هذه النتائج تعتبر أولية ولا ترقى إلى مستوى اعتماد الهيئات الصحية العالمية لاستخدام هذه الأدوية في علاج السرطان. وشدد على أن اعتماد هذه الأدوية يتطلب دراسات واسعة النطاق تشمل عددًا كبيرًا من المرضى، تُبين آليات عمل هذه الأدوية وأعراضها الجانبية وتفاعلاتها الدوائية مع العلاجات الحالية.
الخلاصة
بينما تفتح أدوية الطفيليات، مثل الإيفرمكتين والفينبيندازول، آفاقًا واعدة في مجال الأبحاث العلمية لعلاج السرطان، تبقى النتائج الحالية أولية وغير معتمدة. يدعو الخبراء المرضى إلى الالتزام بالبروتوكولات العلاجية الموصى بها حاليًا حتى يتم إثبات فعالية هذه الأدوية وسلامتها من خلال الدراسات السريرية الشاملة.