انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
اصواتهن

فاطمة المرنيسي: أيقونة الفكر والحرية والحب..

في الذكرى التاسعة لرحيلها

في 30 نوفمبر 2015، فقد المغرب والعالم العربي، إحدى أبرز المفكرات المغربيات والعربيات في القرن العشرين، فاطمة المرنيسي، التي كرست حياتها لنقد الواقع المجتمعي والدفاع عن حقوق النساء. وتركت إرثًا فكريًا غنيًا يمزج بين العمق التحليلي والشجاعة في مواجهة التقاليد المحافظة.

في الذكرى التاسعة لرحيلها، لن نستحضر ككل مرة النشأة والتعليم وانتاجاتها الفكرية، فإنتاجاتها غزيرة ومساهماتها الفكرية والعلمية لا حدود لها، بل سنركز في هذه الوقفة على الجانب الإنساني والثقافي لشخصية فاطمة المرنيسي وعمق ارتباطها بالهوية المغربية. هو جانب ربما لا يعرفه الكثيرون.

الاعتزاز بالهوية المغربية

فاطمة المرنيسي لم تكن فقط مفكرة لامعة، بل كانت أيضًا رمزًا للاعتزاز بالهوية الثقافية المغربية. وكان القفطان المغربي عنوانا لهذه الهوية، وجزءًا لا يتجزأ من حضورها العام، حيث كانت تحرص دائمًا على الظهور به في مختلف المناسبات الفكرية، والثقافية، وطنيا، ودوليا.

ولم تكن المرنيسي ترتدي القفطان فقط كرمز للتراث، بل الجميل أنا كانت تصمم أزياءها بنفسها، وتبدع في إضفاء لمستها الخاصة في كل قطعة ترتديها.

مما يعكس شغفها بكل ما هو مغربي أصيل. كانت ترى في تصميم القفطان تعبيرًا عن الإبداع الشخصي وتكريمًا للصانع المغربي التقليدي، حيث كانت تختار الأقمشة والتفاصيل بعناية فائقة، لتخلق تصاميم تجمع بين الأناقة والهوية.

حرص المرنيسي على الظهور بالقفطان لم يكن فقط خيارًا جماليًا، بل كان رسالة رمزية للتأكيد على أن الحداثة لا تعني التخلي عن الأصالة. كانت رؤيتها تمزج بين الفكر التقدمي والاعتزاز بالهوية الثقافية، مما جعلها قدوة للكثيرين في كيفية الحفاظ على التوازن بين الأصالة والمعاصرة.

دعمها للصناعات التقليدية

عُرفت فاطمة المرنيسي بدعمها الكبير للنساء العاملات في الصناعات التقليدية، وخاصة النساء اللواتي ينسجن الزرابي (السجاد التقليدي المغربي). كانت ترى في هذه الحرفة رمزًا للإبداع النسائي المرتبط بالتراث والثقافة المغربية، وفي الوقت نفسه وسيلة لتمكين النساء اقتصاديًا واجتماعيًا.

الزرابي: فن وإبداع نسائي

اعتبرت المرنيسي أن الزرابي ليست مجرد حرفة تقليدية، بل هي لغة تعبير نسائية تحمل رموزًا ثقافية وإبداعًا فنيًا فريدًا. و رأت في الزرابي سردًا للتاريخ المحلي، حيث تعكس كل قطعة سجادة قصصًا من حياة النساء وقضاياهن.

حماية التراث وتمكين النساء:

كانت المرنيسي، تؤمن بأن العمل في حياكة الزرابي يمكن أن يكون وسيلة لتحرير النساء اقتصاديًا وتعزيز استقلاليتهن.

وشجعت على خلق منصات لتسويق منتوجاتهن للزرابي المغربية داخل وخارج البلاد، مما ساعد على تمكين نساء كثيرات من دخل قار يضمن لهن حياة عيش كريمة. وكانت ترى في دعم حرفة نسج الزرابي دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية.

شاركت في مبادرات مجتمعية كثيرة، تهدف إلى تحسين ظروف عمل النساء الحرفيات، مثل توفير التدريب وخلق فرص اقتصادية. ودعت الجهات المسؤولة، إلى توثيق التقنيات والرموز التي تستخدمها النساء في حياكة الزرابي، لضمان نقلها إلى الأجيال القادمة .

من خلال دعمها للنساء اللواتي ينسجن الزرابي، جمعت المرنيسي بين رؤيتها الاجتماعية، التي تركز على تمكين المرأة، ورؤيتها الثقافية، التي تسعى إلى الحفاظ على التراث المغربي في عالم متغير.

فاطمة المرنيسي ملهمة مجلس الحب

فاطمة المرنيسي، برؤيتها العميقة وإنسانيتها المتوهجة، كانت ملهمة لفكرة “مجلس الحب”.

طرحتها ذات لقاء ثقافي بمقر جمعية “جمع المؤنث”، فالتقطت الفكرة الكاتبة والإعلامية سميرة مغداد، مديرة مجلة سيدتي العربية، لتتحول إلى تقليد وموعد سنوي يحتفى به في كل يوم 14 فبراير بمناسبة عيد الحب.

والجميل أن مجمع “مجلس الحب والمحبة” يستحضر عند كل موعد اسم وروح ملهمته، لأنها جسدت مفهوم الحب بمعانيه الواسعة والعميقة. في كتاباتها، كان الحب أكثر من مجرد شعور؛ كان فعلًا تحرريًا، وتجسيدًا للكرامة الإنسانية، وجسرًا للتفاهم بين الثقافات والأفراد.

“مجلس الحب” كما تصورته المرنيسي، أصبح فضاءً يحتفي بالحوار المفتوح، ويُعيد تعريف العلاقات الانسانية، بعيدًا عن القيود المفروضة، سواء كانت اجتماعية أو ثقافية. وظلت روح المرنيسي التي دعت إلى هذا المجلس حاضرة، بحضور الحب بمعناه التنويري، حب العدالة، حب الحرية، وحب الآخر كإنسان وبس..

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا