سامانثا هارفي تفوز بجائزة بوكر بكتاب عن عالم جريح
"أوربيتال" كتاب عن عالم جريح ومشروع سلام فضائي

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
عندما أكملت الكاتبة البريطانية سامنتا هارفي رواية “مداري” -التي كُتبت جزئيا أثناء فترات الإغلاق خلال الجائحة – لم يكن الغزو الروسي لأوكرانيا قد حدث بعد.
لكن “كان من الواضح بالفعل أن مشروع السلام هذا المتمثل في محطة الفضاء الدولية -والذي يجمع رواد فضاء من روسيا والولايات المتحدة وأوروبا- “أصبح مقيدا أكثر فأكثر” كما تقول في تصريحها لوسائل الإعلام.
السلام في العالم آخذ في الأنهيار
وتضيف “نعلم أن محطة الفضاء الدولية ستخرج من الخدمة في غضون سنوات قليلة، ولدي شعور بأن هناك شيئا مؤثرا للغاية في حقيقة أن هذا الرمز الجميل للسلام والتعاون بعد الحرب الباردة آخذ في الانهيار”.
حديث الكاتبة البريطانية سامانثا هارفي عن روايتها، “أوربيتال” جاء مساء الثلاثاء المنصرم عقب الإعلان عن فوزها بجائزة بوكر الأدبية البريطانية العريقة.
يتمحور الكتاب حول تفاصيل يوم يمضيه روّاد فضاء من اليابان وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا في محطة الفضاء الدولية، وهم يراقبون الأرض، ويتحدثون عن مواضيع الحداد والرغبة وأزمة المناخ.
الأرض من الخارج
وتتناول الرواية التكلفة والثمن الذي يدفعه البشر للقيام برحلات إلى الفضاء في مقابل إلحاح واحتدام أزمة المناخ، فبينما يتجمع إعصار مهدد للحياة جنوب شرق آسيا يتحرك 6 رواد فضاء حول الأرض في المحطة الفضائية الدولية في حياة المختبر الرتيبة التي يكسرها منظر رائع للكوكب الأزرق بين الليل والنهار والظلام والضوء.
وتلتقط الرواية ببراعة يوما واحدا في حياة 6 نساء ورجال ينطلقون عبر الفضاء، ليس نحو القمر أو المجهول الشاسع، ولكن حول كوكبنا، إذ تم اختيارهم من أميركا وروسيا وإيطاليا وبريطانيا واليابان لواحدة من آخر مهام محطة الفضاء قبل تفكيك البرنامج، وتركوا حياتهم وراءهم للسفر بسرعة فيما تتأرجح الأرض تحتهم.
ويلقي قارئ الرواية نظرة خاطفة على لحظات من حياتهم الأرضية قبل المغادرة من خلال اتصالات قصيرة مع عائلاتهم وصورهم ودعواتهم، ويعايش حياتهم في المحطة الفضائية وهم يعدّون وجبات مجففة ويطفون في نوم خالٍ من الجاذبية ويمارسون التمارين الرياضية وفقا لروتين منظم لمنع ضمور العضلات، ثم يراهم يشكلون روابط ستقف بينهم وبين العزلة التامة.
“أوربيتال” موضوعه “الجميع ولا أحد”
وهذه هي الرواية الخامسة لهارفي، ووصف رئيس لجنة التحكيم “إدموند دي وال” “أوربيتال” بأنه “كتاب عن عالم جريح” موضوعه “الجميع ولا أحد”.
ومنحت جائزة البوكر التي يحصل الفائز بها على 50 ألف جنيه إسترليني (64 ألف دولار)، للمرة الأولى عام 1969.
ويبدو أن الكاتبة الإنجليزية المنهمكة في كتابة روايتها التالية تجهل التأثير الذي ستُحدثه جائزة بوكر التي تضمن للفائزين بها شهرة عالمية مرادفة للنجاح في المبيعات.
المصدر: وكالات