“الجلسة سرية..”
"رجل يخدر زوجته على مدى 10 سنوات ليتناوب على اغتصابها 80 رجلا".
بسمة نسائية/ حديث بسمة
عزيزة حلاق
“الجلسة سرية”، هو عنوان لفيلم من بطولة محمود ياسين ويسرا وشهيرة. يعتبر من أفضل الأفلام العربية، يمكن تلخيصه، في حكاية رجل الأعمال (محمود ياسين) يصادف في طريقه إلى المنزل، امرأة حامل (شهيرة)، تستنجد به لينقلها إلى المستشفى حيث تضع مولودها، ليتفاجأ بعدها بأنها تسجل مولودها باسمه. يخفي الأمر عن زوجته (يسرا) وابنه( 7سنوات). تتطور الأحداث ليصدم بحقيقة لم تكن بالحسبان، حين يكتشف أنه عاقر، وأن ابنه هو نتيجة خيانة زوجته مع أقرب صديق له.
في المحكمة وبالنظر لحساسية الموضوع، قدر القاضي أن تكون الجلسة سرية، إلا أن المعنى بالأمر الزوج المخدوع رفض ذلك وطلب رغم صعوبة الموقف وحساسيته أن تكون الجلسة علنية، لفضح أبشع غدر خيانة زوجته وصديقه.
حضرني هذا الفيلم وهذا العنوان بالضبط، وأنا أتابع واقعة خطيرة هزت فرنسا، تحت عنوان كبير وصادم “رجل يخدر زوجته على مدى 10 سنوات ليتناوب على اغتصابها 80 رجلا”. والغريب أنه ورغم كل ما عانته هذه المرأة، رفضت أن تكون المحاكمة مغلقة وفي “جلسة سرية. وأرادتها علانية.”.
القضية تفجرت مع بداية الأسبوع الجاري، وتناقلتها مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. فالرجل حسب ما ورد في التحقيق، كان يخدر زوجته بالأقراص المنومة والأدوية المضادة للقلق.
وبناء على الأدلة والاعترافات، التي ظهرت بعد اعتقال الزوج في سنة 2020، فقد تجاوز عدد المتهمين في هذه القضية، 80 رجلا، اعتقل منهم 50. بتهم المشاركة في الاغتصاب وتصوير الواقعة أثناء تعرض الزوجة لهذا الفعل الجرمي.
وجاء في تقارير الشرطة، أن من بين المتهمين، عضو مجلس محلي، وممرضين، وصحافي، وضابط شرطة سابق، وحارس سجن، وجندي، ورجل إطفاء، وموظف حكومي. ويعيش الكثير منهم حول بلدة “مازان”، وكانت أعمارهم تتراوح بين 26 و73 عاما وقت اعتقالهم.
وفي تفاصيل القضية، كان الزوج يعمد إلى سحق الأقراص المنومة والأدوية المضادة للقلق وخلطها مع وجبة المساء، وما أن تتناولها الزوجة حتى تفقد وعيها. بينما يعمد آخر على تجنيد “زبائن” لاغتصابها والاعتداء عليها جنسيًا من خلال غرفة دردشة عبر الإنترنت.
وكان الزوج، و من باب الاحتياط، ينبه الرجال بضرورة تجنب وضع نوع من العطور أو تدخين السجائر لتجنب تنبيه زوجته المخدرة.
ولم تكتشف الزوجة ذلك إلا بعد سنوات، عقب إلقاء القبض على زوجها في 2 نوفمبر 2020، بعد أن ضبطه صدفة حارس أمن يصور تنانير نساء في سوبر ماركت محلي..
لتعثر بعدها الشرطة على ملف بعنوان “إساءات” على محرك أقراص USB متصل بجهاز الكمبيوتر الخاص به والذي يحتوي على 20 ألف صورة وفيلم لزوجته وهي تتعرض للاغتصاب ما يقرب من 100 مرة.
وبحسب ما ورد في التحقيقات، فقد أظهرت السجلات الصحية أن لزوج حصل على 450 حبة منومة في عام واحد فقط.
وكشف أحد محامي الزوجة أنها “استيقظت في صباح أحد الأيام، في حالة من الذعر مع قصة شعر جديدة دون أن تفهم كيف حصل ذلك “. وأردف أنها “ذهبت إلى مصفف شعرها الذي أخبرها أنها أتت في اليوم السابق”.
وقال إن موكلته، المطلقة الآن، كانت تعتقد أنها تعاني من مرض لا يمكن لأحد تفسيره، واستشارت العديد من الأطباء، برفقة زوجها دائمًا، الذي ألقى باللوم على التعب والارهاق بعد رعاية أحفادهما. في حين اعتقد أطفالها الثلاث وأقارب آخرون إصابتها ربما بمرض الزهايمر في مراحله الأولى..
ولم تفصح التقارير عن دوافع ارتكب هذه الاعتداءات البشعة، لكن يعتقد أنها كانت لأغراض ربحية و بدوافع مرضية وأفعال سادية.
محامي الزوجة، أكد أن موكلته لم تتذكر الانتهاكات التي تعرضت لها، إلا بعد اعتقال زوجها، الذي أقر بذنبه، واعترف أنه كان يخدرها ويصورها. وقال إن المحاكمة ستكون “محنة مروعة” بالنسبة لها، لأنه سيتعين عليها “للمرة الأولى”، أن تعيش حالات الاغتصاب التي تعرضت لها على مدى 10 سنوات.
وكان المدعي العام ومحامو المتهمين طلبوا أن تكون المحاكمة مغلقة حفاظا على جميع الأطراف، لاسيما أن المحاكمة تتضمن أعمال عنف شديدة تكررت على مدى عشر سنوات.
كما ستعرض خلال الجلسات صور ومشاهد وفيديوهات مروعة. لكن محاميي (الزوجة) اعترضوا وأكدوا أنها تريد أن يعرف الناس ما حدث لها. ولا تريد أن تكون المحاكمة مغلقة وفي “جلسة سرية” بل صممت على “علانية المحاكمة”.
وقد أعلن القاضي الذي ترأس الجلسة أمس، روجر أراتا، بالفعل أن جميع جلسات الاستماع ستكون علنية.