انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

في ذكرى رحيل الصريح إلى درجة الإحراج محمد زفزاف

ّ "الآلام العظيمة يجب أن تعيشها دون تظاهر، دون شكوى، دون ضجيج، دون نحيب!"

بسمة نسائية/ ثقافة

من أشهر أقواله:

* “والدتي لا تفكر إلا في الجنة أو النار، ولكنها لا تعرف بأن الناس يحترقون في هذه الدنيا”. (مقتطف من رواية أفواه واسعة).

* ” لم يعد أي شيئ عيب في هذه الحياة ما دام الإنسان مصرا على أن يعيشها”. (مقتطف من رواية الحي الخلفي).

*

هو شاعر الرواية المغربية، الكاتب الكبير، محمد زفزاف، ابن مدينة أربعاء الغرب، عاش فقيرا وحافظ على علاقة خاصة بالبسطاء والفقراء والباعة المتجولين، ولد عام 1945 وغادرنا قبل 23 سنة، في مثل هذا الشهر من عام 2001، وبالضبط يوم 13 منه.

يعتبر زفزاف من أكثر الأدباء المغاربة قراءة في العالم العربي، وقد ترجمت مجموعة من أعماله إلى لغات أجنبية.

وصف من قبل النقاد، بالكاتب الصريح إلى درجة الإحراج والصادق إلى درجة الفضح ورجل المبدأ إلى درجة التهور، خصوصا ما يتصل منه باهتمامه بالعوالم السفلية ورصد وتمثل لعوالم المهمشين فى المجتمع المغربى واستقى موضوعاته من حركية الواقع الاجتماعي بكل تناقضاته، فكتب عن حياة المقهورين والمنبوذين المهمشين في الشوارع، وعن الذين يستغلون بؤس الفقراء والعمال.

انتصاره لهذه العوالم، أضفى على أعماله نكهة إبداعية جعل بعض أعماله تدرس في بعض الجامعات الأوروبية والأميركية، مثل رواية “المرأة والوردة”، فيما انتقيت بعض قصصه ضمن المختارات القصصية العالمية.

اختيرت رواياته “المرأة والوردة”، الصادرة سنة 1972، ضمن أفضل 100 رواية عربية صدرت حتى نهاية القرن 20. وفيها يقول عن المرأة على لسان بطل الرواية:

* المرأة ملاذ ووسيلة لتحقيق الذات والإحساس بقيمة الحرية..( عن المرأة في الغرب يتحدث)..

وعن هذه الرواية، كتب الأستاذ عبد المجيد الحسيب”، في مقال نشر في عدد من الجرائد العربية، قال فيه: شكل ظهور رواية “المرأة والوردة” فى بداية السبعينات من القرن الماضى علامة فارقة فى مسار السرد المغربى، سواء من حيث موضوعاتها الجريئة، أو من حيث لغتها أو أسلوبها أو طريقة بنائها بشكل عام.

فقد اختار الكاتب، من خلال هذه الرواية رصد علاقة الذات بالآخر من خلال بطل شاب عاش كل أشكال الحرمان والقهر فى وطنه فقرر الهجرة إلى الضفة الأخرى بحثا عما افتقده من حرية وكرامة وحب، فالوطن كما قال له صديقه الذى شجعه على السفر إلى أوربا “تحكمه، أقلية بيضاء من المغامرين والقوادين وبائعى نسائهم”، وبوصول البطل إلى الضفة الأخرى سيشعر أنه تخلص من ماض كئيب وعليه أن يبدأ حياة جديدة وحقيقية جديرة به كإنسان، وبمصطاف “طورى بمدينة طوريمولينوس” بجنوب إسبانيا سيتعرف على فتاة دانماركية تدعى سوز، عشقها وعشقته وعاش معها لحظات عوضته عن تاريخ الحرمان والكبت الذى عاشه ببلده، فقد اتخذ الغرب عند زفزاف صورة للإشباع الجنسى وتحقيق كل ما حرم منه فى وطنه، وهذه الصورة لا نجدها عند زفزاف وحده، بل تتقاسمه معه أغلب النصوص التى جعلت من الغرب موضوعا لها كـ”موسم الهجرة إلى الشمال” و”الحى اللاتيني” و”قنديل أم هاشم” وغيرها، ولم يشكل الغرب فى الإبداع العربى الحديث موضوعا للاستيهامات الجنسية وتفجير المكبوت فحسب، بل ساهم أيضا، فى تجديد الوعى بمسألة الهوية، كما لعب دورا مهما فى تجديد شكل الكتابة وترفيده بعناصر جديدة ومغايرة فالمرأة فى هذه الرواية لم تبق مجرد موضوع للجنس والتحرر من التقاليد فحسب، بل أضحت ملاذا ووسيلة لتحقيق الذات والإحساس بقيمة الحرية، فقد ظل الراوى يؤكد على طول الرواية بأنه مع سوز كان يحس بالأمان والدفء والتناغم مع العالم. وفى مقابل هذه الصورة المثالية عن الغرب نجد صورة أخرى مناقضة عن الوطن، ففى الوطن يتذكر الراوى رجال الأمن الذين أخذوا منه صديقته بالشاطئ واغتصبوها بشكل عنيف.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا