أميمة الخليل عصفورة طلت على مهرجان “ألغريا”

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
ارتبط اسمها بالفنان مارسيل خليفة، وعرفهما الجمهور العربي كثنائي الأغنية الملتزمة، وداع صيت صوتها الملائكي، منذ أن كان عمرها 12 سنة، حين غنت أغنيتها الشهيرة التي لا زلنا نرددها إلى اليوم بالشغف نفسه.
إنها أميمة الخليل الفنانة الرقيقة صاحبة الأغنية/ الأسطورة:
“عصفور طل من الشباك، وقالي يا نونو
خبيني عندك خبيني، دخلك يا نونو”..
العصفورة أميمة الخليل، حلقت عاليا في سماء الغناء العربي، لكنها لم تغتر ولم تنظم لجياع الشهرة ولم يستهويها بريق الأضواء، بل ظلت كما كانت، وفية لجمهورها وحافظت على الستايل الخاص بها، متفردة في حضورها وانتقاء أعمالها.
أميمة حطت بمهرجان “أليغريا”، في دورته 12، وأطلت أمس الأحد على جهور متعطش للفن الراق بمسرح القصبة التاريخية، فكانت نجمة أضاءت سماء شفشاون.
تألقت وأبدعت وغنت بانسجام رائع مع جمهورها، فكانت جائزة “الرباب الذهبي”، إحدى أعرق الجوائز التكريمية في المغرب، من نصيبها.
عن شفشاون ومهرجان أليغريا و” الرباب الذهبي”، الذي منح لها من قبل إدارة المهرجان، عن مسيرتها الفنية الحافلة بالنجاحات والممتدة لأكثر من أربعين عامًا. كان ل”بسمة نسائية” مع أميمة الخليل، هذا الحوار الحصري، فقالت:
بالنسبة لمدينة شفشاون، أول شيء اجدها كادر/ إطار مهم كثير وحلو كثير لاحتضان هذا الفرح في ألغريا، واختيارات الأسماء المشاركة في هذا المهرجان، موفقة وملفتة، لأنها لا تشبه في شيء ولا تمت بصلة لما يقدم في مهرجانات الشواطئ. والتي للأسف تقام تحت مسمى مهرجانات دولية، في لبنان وفي كل مكان. فمن نراهم في المطاعم نجدهم على خشبات المسارح والمنصات الدولية الكبرى، وهذا لا يفيد أحد، إلا الفنان الذي يتقاضى أجرا عاليا جدا. فيأتي مهرجان آخر بقيمة ألغيريا، بمكانته الفنية والثقافية وبالأسماء المشاركة فيه، لا يمكن إلا أن أقول بأنه مهم جدا بالنسبة لي أن أكون ضمن هذه الأسماء وفي هذا المهرجان مع انطلاقته الجديدة. ومع هذا الجمهور الرائع الذي استقبلني بحرارة الدفء والمحبة، حرارة لا تشبه حرارة صيف شفشاون. وأشكرهم على هذه الحفاوة التي استقبلونا بها، وظلوا ينتظرونني رغم أنني تأخرت في الصعود للمسرح، وبقوا بأعداد كبيرة إلى ساعة متأخرة من الليل. وهذا شيء ابهجني. فتحية لهم ومثل ما هم بيحبوني انا أحبهم أكثر، لأنه شعرت بأن هناك صلة ومصداقية بيننا.
– ماذا عن شعورك وانت تتسلمين جائزة “الرباب الذهبي”؟
شعور جميل، وأنا سعيدة بهذا التتويج والتكريم، بالنظر لما تمثله هذه الجائزة من قيمة معنوية للجمهور المغربي حيث تقلدها من قبل عدد من النجوم المغاربة والعرب الكبار، وهو ما يمثل بالنسبة لي رسالة حب وتقدير من الشعب المغربي لي ولمسيرتي الفنية”. إضافة إلى أنها آلة قديمة والأقدم في المغرب حسب علمي، وتحمل وجدان شعب، بهذا التراث وهذه الموسيقى، وللصدف ان البارح كانت ذكرى الراحل حسن مكري، الذي أطلق هذه الجائزة. وجماليا هي حلوة كثير كمان، والتروفي/ الدرع ،حلو كثير.( للإشارة الدرع من انجاز الفنان النحات المشهور عالميا السحبي الشتيوي تونسي الجنسية لكنه مقيم بالمغرب منذ 40 سنة).
عموما، أنا فخورة وشرف لي تلقي هذه الجائزة، وعلى أمل ان تبقى وتحافظ على مكانتها ولا تعطى لأحد لا يستحقها. (قالتها مبتسمة).
ومن باب التذكير، ففكرة جائزة “الرباب الذهبي”، كان وراء احداثها، الفنان الراحل حسن ميكري، مؤسس اللجنة الوطنية للموسيقى، كنوع من الاعتراف والتقدير لكبار الفنانين والنجوم. وتمنح هذه الجائزة من قبل اللجنة الوطنية للموسيقى وبرعاية المجلس الدولي للموسيقى الشريك الرسمي لليونسكو. وقد تم بالفعل منح هذه الجائزة لأسماء مشهورة جدا من المغرب والعالم العربي، نذكرها على التوالي:
عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، الإخوان مكري (حسن، محمود، يونس وجليلة)، ناس الغيوان، عبده الشريف،
لطفي بوشناق، سميرة سعيد، أصالة نصري، نوال الزغبي، نجوى كرم، الشاب خالد وإيدير. تنضاف إليهم اليوم أميمة الخليل.
بعد رحيل الفنان حسن مكري، تحملت زوجته ورفيقة دربه الإعلامية وفاء بناني، مسؤولية رئاسة المجلس الوطني للموسيقى، وتجاهد من أجل تكريس هذا الارث الفني والموسيقي، و ضمان استمرار جوائز هذه المؤسسة الفنية العتيدة، والحفاظ على مكانتها وتمزيها، فيما حمل مشعل الأغنية المكرية ابنه ناصر مكري.
ومن جميل الأقدار، أن يصادف حفل “الرباب الذهبي” لهذا العام، كما أشارت إلى ذلك، أميمة في حوارها معنا، ذكرى وفاة حسن مكري، الذي رحل في 14 يوليوز 2019.
بالمناسبة، استحضر بعض أعماله وإبداعاته جمهور شفشاون مع نجله الفنان ناصر ميكري، الذي أمتع الحضور بأجمل الأغاني الخالدة للراحل الموسيقار حسن مكري. وأهدت الفنانة التشكيلية، محاسن الأحرش، لزوجته، لوحة فنية/ هي صورة بورتريه للراحل حسن مكري من توقيعها.